٢٦.٠٢.٢٠٢٣

المدونون برليناله 2023  "سوزومي" و"كلية الفنون 1994".. وجهان لفيلم التحريك

افلام التحريك هو نوع شعبي بشكل متزايد. يراجع أحمد شوقي اثنتين من المشاركات الواعدة لهذا العام في برلينالة ، ويتساءل عما إذا كانت هذه الأفلام ترقى إلى مستوى الصخب.

شهدت عدة دورات سابقة من برليناله عرض أفلام تحريك في المسابقة الدولية، لعل أبرزها دورة 2002 التي توّج فيها فيلم "أرواح هائمة" للمخرج الياباني الأسطوري هياو ميازاكي بجائزة الدب الذهبي. لكن برليناله 73 شهد حدثًا فريدًا من نوعه وهو اختيار فيلمي تحريك للتنافس في المسابقة الدولية. الاختيار الذي لا يكشف فقط عن رغبة المهرجان في تنويع الأشكال وكسر نمطية الاختيارات، وإنما يؤكد بالأساس إعجابي مبرمجي المهرجان بالفيلمين؛ فإذا كان اختيار فيلم تحريك لمسابقة مهرجان بحجم برلين اختيار غير شائع، فإن اختيار فيلمين دفعة واحدة هو بالتأكيد أمر شجاع.

لكن الحقيقة، وبعد مشاهدة الفيلمين، يبدو اختيار "سوزومي" للمخرج الياباني ماكوتو شينكاي مبررًا كليًا، بينما لا نجد نفس الثقة في برمجة "كلية الفنون 1994" فيلم الصيني ليو جيان ضمن أفلام المسابقة.

الخيال ينتصر

"سوزومي" يمتلك كل الأسباب التي يمكن أن نقع بسببها في حب فيلم تحريك: القصة الشيّقة التي تجمع بين الخيال الواسع الذي يستفيد من أدوات الوسيط وبين ملامسة هموم البشر في العالم المعاصر، الحرفة المُحكمة في الرسوم والتحريك، والقدرة المستمرة على إثارة الدهشة على مدار زمن الفيلم.
الحكاية عن فتاة في بداية المراهقة، يتسبب إعجابها بشاب أن تفتح باب غريب في أحد الأماكن المهجورة، لتكتشف أنها أطلقت لعنة تدفعها لخوض رحلة عبر مدن اليابان لإغلاق أبواب مماثلة وحماية البلاد من خطر الزلازل. التيمة الرئيسية هنا هي القدرة على التعامل مع الحوادث المفجعة في حياة الإنسان، لكن تزامن عرض الفيلم مع الكارثة الإنسانية التي شهدتها سوريا وتركيا منحت "سوزومي" أثرًا أعمق وتفاعلًا مع اللحظة الراهنة يستحقه صانع الفيلم.
 

عدم الاستفادة من الوسيط

على النقيض جاء "كلية الفنون 1994"، الذي يبدو اختيار التحريك فيه اختيارًا عرضيًا لا يرتبط عضويًا بشكل الفيلم أو مضمونه. حكاية عن مجموعة من الشباب الذين يدرسون الفنون في مطلع تسعينات القرن العشرين في الصين، فيدخلون عدة خلافات تتعلق بتوجهاتهم الفنية وفهمهم لواقعهم المتغير بسرعة تزامنًا مع انفتاح الصين على العالم.

عالم القصة واقعي تمامًا يمكن أن يُجسد في فيلم روائي باستخدام ممثلين، والمخرج لا يستفيد من وسيط التحريك في أغلب الأوقات، بل تأتي أغلب مشاهد الفيلم المؤثرة في صورة حوار طويل بين شخصيتين يتم التعبير عنه بصريًا بأقدر عدد ممكن من الصور وأقل قدر ممكن من التحريك. هو بالطبع اختيار المخرج الفني وله مطلق الحرية فيه، لكن من حقنا أيضًا إعلان أن الفيلم لم يستفد إطلاقًا من قرار راديكالي مثل سرد الحكاية عبر التحريك.
 

المزيد من برلينال

Failed to retrieve recommended articles. Please try again.