حسين مطر // بغداد
ألف قصة وقصة

ألف قصة و قصة لحسين مطر
سلام يسرى © معهد جوته

ولد حسين في مدينة السماوة الجنوبية عام ١٩٩٨، لعائلة بغدادية. وأكمل دراسته الثانوية في بغداد، وهو يدرس حالياً الهندسة المدنية بجامعة بغداد.

جاءت فكرة مشروعه بالصدفة في عام ٢٠١٦، عندما التقط له صديقه صورة، وهو على قمة قبة إحدى الكنائس في بغداد. في ذلك الوقت، لم يكن يعرف الكثير عن المكان أو عن الكنيسة. ولكن لاحقاً، أثناء بحثه عن المزيد من المعلومات حول البناية وجد حسين صورة مماثلة لصورته. في تلك الصورة، يظهر ضابطاً من الجيش البريطاني في عام ١٩١٨ وهو يقف في نفس المكان. وهكذا بدأ حسين مشروعاً لمقارنة الصور. ولكن بدلاً من أن يتناول أسباب تغير الهندسة المعمارية في بغداد، فضل عرض الصور على الناس ليتيح لهم الفرصة في تكوين آرائهم ووجهات نظرهم الخاصة حول ذاك التغير المعماري، وبدلاً من تنظيم ندوات يتحدث فيها المهندسين والمعماريين، يقوم هو بإشراك الجمهور في التحدث عن الهندسة المعمارية من حولهم. فبالنسبة لحسين، يجب أن يكون التركيز على الناس ورؤيتهم للهندسة المعمارية في مدينتهم.
 
قام حسين بمساعدة السكان المحليين، الذين دعموا فكرة مشروعه وقدموا له المعلومات القيمة، بالبحث عن مواقع التقطت فيها صور قديمة ومختلفة. وكانت المواقع الرئيسية لبحثه هي المواقع القريبة من شارع الرشيد في بغداد. في بعض الأحيان تطلبت دراسة بعض الصور شهورًا من العمل، وذلك لأن حسين أراد أن يتعايش مع قصة المكان ويحصل على معلومات من مصادر موثوق بها. لقد تمعن في تلك القصص لمدة سبعة أشهر، وطور خلالها شعوره واستيعابه للمكان، ولروائية الناس لها ولحياتهم فيها. بالنسبة لحسين، كانت هذه رحلة بين الماضي والحاضر.
 
يدور المشروع حول جوانب تأثير الهندسة المعمارية على المجتمع. يقول حسين أن العمارة تغير من شخصية الناس، فحتى مع تغير المباني أو هدمها تظل الهيئة المعمارية القديمة قائمة في قلوب الناس وذكرياتهم.
 
إحدى الصور المعروضة كانت صورة ضخمة وضعت على جدار مبنى في شارع الرشيد خلال فعاليات مهرجان بغداد للمشي، وهو مهرجان كبير أقيم في عام ٢٠١٨. أتاح ذلك الفرصة للأهالي ولزائري المهرجان أن يتفقدوا الصور ويتعرفوا على قصصها، بينما هم يجوبون المنطقة. تم أيضاً تنظيم معرض آخر ضمن فعاليات تيدكس  (TEDx) ببغداد في عام ٢٠١٨. وكانت استجابة الجمهور للمعرض إيجابية جداً، يقول حسين، أنها كانت المرة الأولى في حياته التي شعر فيها بهذا الكم من الدعم. فهو مدين لكل هؤلاء الأشخاص الذين دعموه وساعدوه على استعادة جميع المعلومات والصور الخاصة بالمواقع، والتي يتم الآن جمعها وتأريخها في كتاب. أما حالياً يقدم حسين ندوات مفتوحة للعامة حول قصص العمارة القديمة في بغداد.
 
في المجمل يحاول المشروع توضيح حالة المعيشة على الأنقاض الموجودة في بغداد والعراق. فمن خلال البحث عن الهندسة المعمارية السابقة للمدينة، يأمل حسين أن يعيد أهميتها السابقة إلى الحاضر وأن يمنح الناس الأمل في إعادة التواصل مع ماضيهم وبناء مستقبل أفضل.