أمين مقداد // الموصل
ضوء

Ameen Muqdad W
سلام يسرى © معهد جوته

ولد أمين مقداد عام ١٩٩٨ في مدينة بغداد، والتي يعيش بها الآن. حصل على درجة البكالوريوس في الزراعة والهندسة ولديه شغف كبير بالموسيقى ويعزف على العديد من الآلات، ومنها الكمان والتشيلو. في عام ٢٠٠٣ انتقل مقداد إلى الموصل، حيث عاش ودرس بها الموسيقى.

مشروع ورشة عمل الموسيقى الخفيفة

يتكون المشروع من ورش عمل تدريبية على مدار شهرين، يدعو من خلالها المشروع الرجال والنساء للمشاركة في ورش العمل وحفل موسيقي، سينظم في مكان عام ومفتوح في شهر أكتوبر ٢٠١٩. ومن المتوقع أن يشارك بالمشروع ستة وعشرون مشاركًا، ثلاثة عشر رجلاً وثلاث عشرة سيدة. ويعتبر العدد المتساوي للمشاركين من الذكور والإناث رسالة تؤيد المساواة بين الجنسين والحياة المشتركة، في مدينة عانت من التمييز الشديد بين الجنسين في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها. يحاول المشروع تحدي أي بقايا للأفكار الفاسدة والمتعصبة التي خلفتها المجموعة الإرهابية.

المفهوم الكامن وراء المشروع

يمثل المشروع حلم مقداد في تحقيق التنوع والثقافة المتفتحة في مدينة تعاني من تركة العنف التي خلفتها داعش. يقول مقداد إن النساء تم استعبادهن إلى حد واسع جعلهن يقبلن ويتبنين فكرة الاستبعاد وكأنه أمر طبيعي. ومن منظور مقداد يمكن للموسيقى أن تلعب دوراً هاماً في هز أساس هذا التمييز الجنسي. إن المشاركة المتساوية بين الرجل والمرأة في هذا المشروع من الممكن أن تحدث دفعة إيجابية، بحيث تكون الموسيقى هي الأداة المستخدمة للانتقام من الكراهية والحرب والدمار. فالسبل الوحيدة لكي تثأر مدينة الموصل من أهوال الماضي، هي السلام والموسيقى.
 
السنتين التي عاشهما مقداد تحت قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الموصل، جعلته أكثر قناعةً بأن الموسيقى تملك القدرة على إنقاذ وشفاء الناس. فعلى حسب قوله، لو لم تكن الموسيقى لكان قد أصيب بالتأكيد بالانهيار العقلي والنفسي، كنتيجة طبيعية للإرهاب اليومي المتمثل في عمليات القتل البشعة في الشوارع. لهذا السبب لدى مقداد قناعةً قوية بأن الموسيقى هي العلاج الوحيد. ولذلك يريد تنظيم الحفل الموسيقي في مكاناً مفتوحاً وليس مغلقاً، وأن يتم اختيار مكان الحفل بناء على رغبة المشاركين.
 
يقول مقداد، والذي يعيش حالياً في بغداد، أنه يجب أن يعد نفسه نفسيًا قبل العودة إلى الموصل لإدارة ورش العمل والتحضير للحفل الموسيقي. فبالنسبة له، تعتبر الموصل كمريض في حاجة إلى الشفاء، وهو يعتقد أنه لا يمكن تحقيق ذاك التشافي إلا من خلال تصالح وتوافق سكان المدينة بطريقة سلمية من خلال الموسيقى. لقد تقدم أكثر من ١٧٢ شخصًا للمشاركة في ورشة العمل، لكن مقداد لم يكن باستطاعته إلا قبول واستيعاب ٢٦ شخصًا فقط.
ومع ذلك، فإن هذا العدد الكبير من المشاركين هو علامة واضحة على أن شعب الموصل، وخاصة الشباب منهم، لديهم تعطشًا وانفتاحًا تجاه الموسيقى والفنون بشكل عام.
 
يقول مقداد إنه سيقوم بتدريب وتزويد المشاركين بالأدوات الموسيقية. أما الآن فتمتلكه الحماسة أثناء اجرائه للمقابلات مع المشاركين المحتملين واختيارهم، ليس فقط بناءً على موهبتهم ولكن أيضًا بناءً على طريقة تفكيرهم وانفتاحهم على المشروع ورغبتهم في الحرية.