إن نسب البطالة في الأردن وبالأخص نسب البطالة بين الشباب مرتفعة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المناخ السياسي أيضًا في توتر نظراً لما تشهده البلدان المجاورة من أزمات مختلفة ومستمرة. وبذلك ينشأ الأطفال والشباب، والذين يشكلون أكثر من ٦٠٪ من سكان الأردن، في منطقة يسودها التوتر المبني على الاختلافات الاقتصادية والسياسية العالمية. ومع ذلك نادرًا ما نسمع في ألمانيا أخباراً ما عن الوضع الاجتماعي وعمليات التغيير في الأردن، وخاصة في قطاع التعليم.
تنمية مهارات أدارة الأعمال في السن المدرسي
ولكي يتم دعم الشباب الأردني فيما يخص وضع خريطة لمستقبله، أطلقت المؤسسات الأردنية والألمانية المذكورة أعلاه مشروع "ريادة الأعمال في الحياة المدرسية الأردنية" (EISAJ). وتهدف فكرة تنمية مهارات الشباب في تنظيم وإدارة المشاريع بدءًا من السن المدرسي في المقام الأول إلى تشجيع وتطوير التفكير الاستراتيجي والنقدي لدى الشباب، إضافةً إلى خلق منظور مستقبلي اجابي تجاه الحياة المهنية. فمن خلال الخبرات المكتسبة في مجال المبادرات الذاتية وتشجيع الذات، يطور الشباب من طلقاء أنفسهم أفكارًا مبتكرة ليصبحوا اعضاء مؤثرة وفعالة في المجتمع.على الرغم من حصول نسبة كبيرة من الشباب الأردني على مؤهلات علمية، إلا أن أكثر من نصف الشباب لا ينجحون في كثير من الأحيان في الحصول على وظيفة بدوام كامل تناسب مؤهلاتهم. لذلك توصي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الحكومة الأردنية بالتركيز على تعزيز فرص التعليم والتدريب وتشجيع ريادة الأعمال. وبذلك تُتاح الفرصة للتلميذات والتلاميذ للتعرف على أهمية الاعتماد على النفس في سن مبكر. فهذه المهارات ستحميهم مستقبلياً من الوقوع السريع في دائرة الاحباط وستساعدهم على إيجاد حلولاً مبتكرة للمشاكل التي من الممكن أن يواجهوها خلال حياتهم المهنية.
يتبع مشروع "ريادة الأعمال في الحياة المدرسية الأردنية" نهجاً فريداً من نوعه. فعلى عكس العديد من المشاريع الأخرى في الأردن، لا يهدف هذا المشروع إلى دعم الشباب الذين هم على وشك الدخول في الحياة المهنية، بل لدعم الشباب الذين ما زالوا يذهبون إلى المدرسة. ولا يتعلق الأمر في المقام الأول بتعليم التلميذات والتلاميذ كيفية بدء أعمالهم التجارية الخاصة، بل الهدف هو نقل أساسيات التفكير الاقتصادي والتنفيذي، والتي تمدهم بالمهارات الأساسية لتطوير قدرتهم على المثابرة الفعالة وحل المشكلات.
زيارات متبادلة لخلق تبادل
سيقوم مشروع "ريادة الأعمال في الحياة المدرسية الأردنية" أيضا بتدريب المعلمين الأردنيين فيما يخص ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مناقشة تطوير المناهج الدراسية الخاصة بالمدارس المشاركة في الدفعة التجريبية للمشروع. ولكي يتم تداول أكبر عدد ممكن من الأفكار حول التعليم المدرسي والعمل على المشروع والالتقاء بالممثلين الألمان لمعهد التعليم الاقتصادي (IÖB)، سيزور وفد أردني رفيع المستوي متكون من ثمانية ممثلات وممثلين للمدارس الأردنية بصحبة إحدى العاملات بمعهد جوته عمان، مدينة أولدنبورغ بسكسونية السفلى في ألمانيا. وستكون إحدى أهداف الزيارة هو تعريف الوفد الزائر بنظام التعليم الألماني وأنواع المدارس المختلفة. فعلى سبيل المثال، من المخطط للضيوف زيارة بعض المدارس المهنية ومدارس المرحلة الثانوية بالإضافة إلى زيارة بعض الشركات المتميزة في أولدنبورغ. كما سيتم، من خلال برنامج الزيارة، تقديم التجارب الاقتصادية والإنجازات العلمية من أجل إظهار إمكانات الابتكار التي يمكن أن ينتجها نظام تعليمي جيد التصميم.من المتوقع أن توفر إسر ذلك، الانطباعات المكتسبة حديثًا والخبرات المتنوعة أرضًا خصبة لمناقشات متعددة الجوانب. بينما يكون الهدف الأهم من هذه المناقشات هو إيجاد طرق للاستفادة من النظام المدرسي الألماني في الأردن. فممثلي نظام التعليم الأردني، مراعياً للتحديات التي تواجه شبابهم في الأردن، يرغبون في تشجيع عمليات التغيير والابتكار في المدارس.
كما يعتبر تعزيز التعاون طويل الأمد على كلا الجانبين الأردني والألماني أحد أهداف هذه الزيارة. فكلا الطرفين متفقين على أن تشجيع مجال تعليم ريادة الأعمال أمر بالغ الأهمية. فعلى الرغم من أن نظام التعليم الأردني يعمل بشكل مختلف عن النظام الألماني، إلا فإن اقتناع الطرفين بأهمية القدرة على الابتكار فيما يخص ريادة الأعمال وأهمية إدماجها في الحياة المدرسية اليومية توحد كلا البلدين.
فبعد الزيارات المتبادلة، والتي تضمنت زيارة لوفد من ممثلي معهد التعليم الاقتصادي (IÖB) إلى الأردن، وبعد تمكن كلا الطرفين من الحصول على فكرة عن المنظومة التعليمية القائمة في كلا البلدين سيتم الآن العمل على شراكة تعاون طويلة الأمد. في إطار ذلك التعاون ستشارك جميع المدارس المدرجة بالمشروع مستقبلياً في تدريب معلماتهم ومعلميهم. في حين سيتم تزويد المدارس بمواد تعليمية جديدة ومنحهم تمويلًا لتنفيذ مشاريع التلاميذ. أما وحتى الآن فهناك اتفاق واضح على ضرورة استمرار التعاون وخلق رؤية مستقبلية مستدامة. وبالنسبة للأردن، فمن الضروري النظر إلى المستقبل بشكل إيجابي، حيث أن تشجيع مجال تعليم ريادة الأعمال سيوفر مهارات قيمة للتلميذات والتلاميذ وسيمهد لهم طريقاً لمستقبل ذو رؤية ثابتة.