غابات مخيفة ومحطة طاقة نووية مشؤومة و قصص مخيفة ومجموعة من العروض النجمية تجعل من مسلسل "الظلام" مسلسلًا يجب مشاهدته. هذا المسلسل هو أول مسلسل ألماني يتم بتكليف من نتفليكس للثنائي باران بو أودار وجانتي فريزى وتمت كتابته وتصويره وإنتاجه بالكامل في ألمانيا
محطة طاقة نووية وغابة مظلمة وبلدة تُدعى "فيندن"
1953 و 1986 و 2019: إن الأمس واليوم وغداً ليسوا متتابعين، بل مترابطين في حلقة لا تنتهي. لو أعاد دافيد لينش سحره في "Twin Peaks" الذي يتناول "Stranger Things" ، فستصبح النتيجة مسلسل "الظلام". يستكشف هذا المسلسل التلفزيوني حياة أربع أسر مقيمة في بلدة "فيندن" الألمانية الجميلة التي تترنح بسبب اختفاء طفلين. فكل يوم في فيندن غائم وشاحبا ومُعتم، يشبه إلى حد كبير شخصيات المسلسل حيث ينحرف العرض بين عام 2019 وعقد الثمانينات الأكثر براءة. هناك الكثير من الغموض وكل حلقة تقدم المزيد من المفاتيح عن سكان "فيندن"، وسريعًا ما تنكشف الحياة المزدوجة وتُختبر العلاقات وتتخذ القصة منعطفًا خارقًا للعادة.يبدأ المسلسل بأولريش نيلسن (أوليفر ماسكوتشي) وهو أحد رجال الشرطة في بلدة فيندن. يخون نيلسن زوجته مع هانا كانفالد (مايا شون) وهي أرملة لزوج انتحر مؤخرًا. بعدها بقليل يظهر يوناس (يقوم بدوره لويس هوفمان)، ابن هانا الذي يعاني الصدمة، في الغابة مع أصدقائه في المدرسة حيث يختفي ميكل (يقوم بدوره دان لينارد ليبرنس) الأبن الأصغر لأولريش. تتساقط الحيوانات ميتة ويتذكر بعض المسنين من سكان القرية، ومن ضمنهم أم أولريش، حوادث الاختفاء الغريبة التي وقعت في طفولتهم. بعدها تظهر بالطبع شخصية ترتدي قناع ترى عبارة "أين ميكل؟" أثناء قراءة مقال بالجريدة عن اختفاء ميكل وتتغير العناوين لتبدو "متى ميكل؟" لينتهي المشهد.
أين توجد "فيندن"؟
يساهم عالم بلدة فيندن بجزء هائل في سرد الرواية، سواء محطة الطاقة النووية التي تسيطر على البلدة وتقدم الوظائف لأغلب الشخصيات، أو الغابة المظلمة المستوحاة من قصص الأخوين جريم والتي تخفي كهوف فيندن، وهي كهوف عميقة تقود إلى محطة الطاقة النووية ذاتها. ولا توجد في فيندن لحظة مملة بغض النظر عن الحقبة الزمنية. وبنهاية الجزء الأول من المسلسل يتم إضافة حقب زمنية إلى الرواية بينما تعبر شخصيات المسلسل إلى عوالم أخرى.
هناك في الحقيقة مكان في ألمانيا يُعرف باسم "فيندن"، حيث تقع بلدة تدعى "فيندن إم إلتستال" في عمق الغابة السوداء في منطقة إميندينجن في ولاية بادن فورتيمبرج الألمانية. وهذه المنطقة تحتوي على الأساطير حيث قام الأخوان جريم بكتابة حكاياتهم الخرافية مثل "هانزل وجيرتل" و "رابونزل" و "الجمال النائم" متخذين الإلهام من الغابة، وهو ما تم توظيفه في مسلسل "الظلام" بنسج أفكار القصص الخيالية في حلقاته.
بينما توجد بلدات عدة في ألمانيا تحمل اسم فيندن (Winden)، إلا أن مُسمى فيندن يحمل في الأغلب لعبًا بالكلمات، فهناك العديد من التفسيرات لكلمة "فيندن"، أولها كلمة "verschwinden" الألمانية التي تعني يختفي، وبخاصة لكون اختفاء الأطفال هو الموضوع الأساسي للمسلسل. ثانيًا هناك فعل "winden" بالألمانية وهو يعني يتلوى (مثلما في الاحتضار)، والذي قد يصف مشاعر آباء الأطفال المفقودين الذين ينتحبون ويبكون ويتلوون كما لو كانوا يحتضرون في سعيهم للعثور على أطفالهم. ختامًا، هناك ترجمة أخرى لكلمة "winden" وهي الكلمة الألمانية التي تعني يثني أو يطوي وهي قد تناسب اتخاذ القصة لمنعطفات بشكل دائم.
وفقاً لمنتجي الفيلم فإن فيندن ليست مدينة حقيقة وقد تم جمع كل ما تم تصويره للمسلسل بحيث لا تبدو تلك البلدة المتخيلة كما لو أنها بلدة في شمال ألمانيا أو قرية بافارية في الجنوب. لقد كانت فكرتهم أن تتحول هذه البلدة المتخيلة إلى مكان قد ينشأ في أي مكان ولا مكان في نفس الوقت.
الشخصيات والتسلسل الزمني
الأسر الأربع في 2019 هم: آل نيلسن (أولريش وكاترينا وأولادهما ماجنوس ومارتا وميكل المفقود مؤخرًا)، وآل دوبلر (شارلوت وبيتر وانتيهما فرانسيسكا وإليزابث)، وآل كانفالد (هانا وزوجها ميائيل المتوفى حديثًا وابنهما يوناس)، وأخيرًا آل تيدمان (رجينا وزوجها أليكساندر وابنهما بارتوس).
وهناك أيضًا القس الغامض نوح والذي لا تظهر عليه علامات التقدم بالعمر أبدًا ولديه ولع بخطف وقتل الصبية الصغار. نتوقف هنا عن المزيد من الشرح حتى لا نفسد الحبكة الدرامية، فهذا المسلسل التلفزيوني يتطلب انتباهك ويستحقه.
لقد حقق نتفليكس طفرة بمسلسل "الظلام " وهو أول مسلسل ناطق بالألمانية. ففي موسمه الأول الذي انطلق في 2017، حقق معدل نقاط بلغ 86% بين النقاد و92% بين المشاهدين على موقع "RottenTomatoes.com". لذلك وقع نتفليكس مع صانعي الفيلم "جانتي فريزى" و "باران بو أودار" اتفاقًا حصريًا لعدة سنوات لإبداع مسلسل جديد لحسابهم وهذا بمثابة أول عقد من هذا النوع في أوروبا (سكوت روكسبورج، هوليوود ريبورتر).
انظر الظلام في ألمانيا والإمارات العربية المتحدة
٢٠١٨ أكتوبر