لينا، 25 عامًا، تدرس علوم الزراعة في الفصل التاسع في جامعة بون، تحكي لينا في "دراسة دليل البقاء على قيد الحياة" لماذا لا يتعلق الأمر في الجامعة بالمعرفة فقط، ولكن أيضًا بالثقة بالنفس.
ما هي أكبر صورة نمطية عن تخصصك وما مدى صحتها؟"كلهم مزارعون ومزارعات أغبياء" هذه هي الصورة النمطية الأكثر حدة التي يواجهها المنتمون لمجال العلوم الزراعية، فنحن ننتمي إلى قطاع العلوم الطبيعية، ولكن لا تعتبرنا التخصصات الأخرى في كليتنا دائمًا ممثلين حقيقيين لهذا القطاع.
وفيما يتعلق بالقضايا الزراعية فإن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في حقيقة الأمر مهمة كذلك بجانب الجوانب العلمية، ونعم، بعض الطلاب يسعون لخلافة والديهم في المزرعة ذات الطابع العائلي، ومع ذلك فإنهم ليسوا أغبياء أو أقل كفاءة بل إنهم يتقدمون تقدمًا كبيرًا عن الآخرين في المواد العملية مثل علم التربة أو تربية الحيوانات وذلك بفضل أصولهم الريفية، فبعضهم يكون قد حصل على شهادة تدريب مهني مسبقًا.
كيف يسير روتين يومك؟
أحاول دائمًا أن أذهب إلى الجامعة مبكرًا، حيث يمكنني القيام ببعض التحضيرات إذا استطعت أن أصل إلى المكتبة ساعة مبكرًا قبل المحاضرة الأولى، ثم أذهب بعد ذلك للجلوس في قاعة المحاضرات بدايًة من الساعة العاشرة صباحًا،. وعادةً ما أعود إلى المنزل في المساء.
كما أعمل أيضًا بجانب ذلك لمدة ثمان ساعات في الأسبوع كمساعدة طلابية أساهم في تدريس إدارة التكنولوجيا والابتكار في الأعمال الزراعية، ويشير مصطلح "الأعمال الزراعية" إلى الزراعة وجميع الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، وبالرغم من أنني أخصص أربع ساعات مرتين في الأسبوع لعملي كمساعدة طلابية، إلا أنني أتعلم الكثير وأتعلم الكثير من الأبحاث الحصرية، كما أنني أتحمل جزءًا من المسؤولية: فلقد قمت مؤخرًا على سبيل المثال بتصحيح مقدمة أطروحة دكتوراه وأشارك في وضع محتوى التدريس، ويتيح ذلك أن أنظر إلي الدراسة بمنظور مختلف، وبالإضافة إلى ذلك فنحن فريق عمل ممتاز، نعمل في مناخ رائع بسبب أن النساء هم الأغلبية العظمى في المكان.
ما الشيء الذي تتمنين لو كنتِ تستطيعين الإستغناء عنه؟
أتمنى لو كنت أستطيع التخلي عن آراء بعض زملائي و زميلاتي في الجامعة حول كمية المذاكرة المطلوبة لبعض المقررات الدراسية، وأتمنى لو كنت أستطيع الاعتماد على نفسي أكثر.
ما هو اليوم الذي لن تنسينه ابدًا في حياتك الجامعية؟
أدرس الآن في الفصل الدراسي التاسع - لذلك فهناك الكثير من اللحظات التي لن أنساها! عندما حصلت على وظيفة مساعدة طلابية على سبيل المثال، أو عندما قدمنا خطة مشروع لمبيد زراعي مستدام في إحدى المقررات، حيث كان كل ذلك جزءًا من الأداء الامتحاني وتم تقييمه من قبل لجنة تحكيم، حصلت فيه مجموعتنا على ردة فعل رائعة من لجنة التحكيم وكثير من الثناء، فقمنا بعد ذلك بالإحتفال بتناول الشمبانيا أمام القاعة الدراسية.
إذا كنت تستطيعين بدء دراستك مرة اخرى من جديد: ما الذي كنتِ ستفعلينه بشكل مختلف؟
سأعترف بخوفي من الامتحانات، فلقد أغفلت ذلك لفترة طويلة وكنت أعتقد أنه مجرد قلق عادي، ولكنني كنت أتسبب لنفسي بالكثير من الضغط بسبب ذلك الخوف وكنت أمرض في كل فترة امتحانات. لكنني كنت أتسبب لنفسي بالكثير من الضغط بسبب ذلك الخوف وكنت أمرض في كل فترة امتحانات.
بما أنني لم آخذ خوفي من الإمتحانات على محمل الجد إلا في وقت متأخر، فقد تسبب ذلك تأخري في الحصول على درجات جيدة، ثم اغتنمت عرضًا مقدمًا من الجامعة عبارة عن دورة حول الاستراتيجيات العقلية، حيث قدمت لي الطبيبة النفسية الرئيسة في الدورة أدواتًا للتعامل مع خوفي والوقاية منه، كأن أقوم بتصور ومحاكاة ضغط الامتحان واستخدم حينها تقنيات التنفس المختلفة، فساعدني ذلك كثيرًا في بناء الثقة بالنفس، والآن أحصل حقًا على درجات جيدة، لذا أنصح كل من يشعر بالخوف الشديد قبل الامتحان بالتعامل مع هذا الأمر بشكل جدي، لأن الأعراض الجسدية هي بالفعل علامة على القلق الشديد.
ما الذي يجعلك عادًة تشعرين بالإحباط؟
أحب أن أساعد الآخرين في الدراسة، ولكن عندما يحصلون على درجات أفضل مني، فإن ذلك يعني أن الأمر ليس مرتبطًا بالمحتوى العلمي فقط، فالتعامل مع توتر الامتحان هو عامل مهم. حيث تهتم الجامعة بشكل غير كاف بتوضيح فكرة أن المحتوى العلمي وموقف الإمتحان الذي يجب تذكر هذا المحتوى فيه هما أمران مختلفان تمامًا، كما أن أنواع الامتحانات المختلفة تتطلب طرقًا مختلفة للتحضير.
ما هو الشيء الذي كان يهون عنكِ في كثير من الأحيان؟
السكن الجامعي الرائع، وبشكل عام: وجود أصدقاء رائعين يمكنك الاتصال بهم وطلب النصيحة منهم، وأصدقاء يدعمونك ويعطونك فرصًا إيجابية.
ماذا أكلتِ في اليوم الأخير من الشهر ومتى كنتِ بحاجة للتوفير؟
أنا وضعي ميسور، حيث أستفيد من منحة BAFöG الدراسية وهي دعم مالي للطلاب من الحكومة، بالإضافة إلى ذلك فإنني أعيش في سكن جامعي بتكلفة منخفضة للغاية وأعمل بجانب الدراسة كما ذكرت، فعلى الرغم من أنني أعيش عيشة مقتصدة بشكل عام، إلا أنني لا أحرم نفسي من الكثير وتمكنت من توفير احتياطي كبير من المال.
ما هو السؤال الذي يٌطرح كل مرة في الاجتمعات العائلية؟
"وكيف تسير الدراسة؟ متى ستنتهين منها؟" يمكنني أن أقول إن الأمور تسير بشكل جيد في الوقت الحالي وأنني سأنتهي من الدراسة مع نهاية هذا الفصل الدراسي، ومن ثم سأقضي فترة الفصل الدراسي الصيفي في التدريب العملي، وبعد ذلك سأبدأ دراسة الماجستير في اقتصاد الزراعة والغذاء.
أين تتواجدين بعيدًا عن الحياة الجامعية؟
في العمل أو في السكن الجامعي، حيث أقوم بتنظيم الفعاليات كمرشدة في السكن، كما يمكن العثور علي أيضًا في حديقة والدتي: حيث أقوم بالخزف، أو الرسم، أو زراعة الخضروات.
ما هو أعلى ثمن قمتِ بدفعه من أجل الحصول على درجة جيدة؟
امتحان أساسيات الرياضيات بكل تأكيد، لقد دفعت الكثير من المال لهذا الامتحان، فقد ساعدني الأصدقاء في الرياضيات وذهبت إلى مدرس خصوصي وقمت بدفع حوالي ٦٠٠ يورو في ثلاث محاولات لأداء هذا الامتحان، الأمر لم يكن صعبًا، ولكني في المرة الأولى أصبت بصداع نصفي، وفي المرة الثانية كان لدي فزع من الامتحان، فتبقت لي درجة واحدة فقط على النجاح! أما في المحاولة الثالثة، وقبل إلغاء قيدي مباشرًة من الجامعة، ركزت تمامًا على الامتحان ولم أجري أية امتحانات أخرى في تلك الفترة، حيث كان كل شيء متوقف على هذا الإمتحان: تمويلي، مكاني في سكن الطلاب والدراسة نفسها - حياتي بأكملها، وفي النهاية فعلتها، ونجحت بشكل جيد!
تعني الجامعة أيضًا: التعلم من أجل الحياة، ما الذي قدمه لكِ تخصصك الدراسي ذا فائدة لمسيرتك المستقبلية؟
أوه، الكثير من الأشياء.
لقد واجهت خوفي من الامتحانات وتعلمت أن الثقة بالنفس هي الأساس، ولكن دون أن يصبح الشخص مغرورًا.
أدركت أيضًا وبكل وضوح أن العمل بصفة دورية أفضل بكثير من البدء متأخر والعمل تحت ضغط.
ولقد علمتني الدراسة التفكير النقدي، تواجه العلوم الزراعية نقدًا كبيرًا في وسائل الإعلام، وبما أنني أعرف أيضًا وجهة نظر الزراعة، يمكنني التفكير بشكل متوازن في كليهما - سواء في الزراعة وتأثيرها على البيئة أو في تصريحات وسائل الإعلام.