دليل النجاح في التدريب المهني بألمانيا  طموحي ساعدني كثيرًا في مسيرتي المهنية

التحقت مايكه بالتعليم المهني في مجال ميكاترونكس المركبات وأنظمة وتكنولوجيا الجهد العالي. في هذه النسخة من دليلنا الخاص للدراسة والنجاة في ألمانيا، نتطرق إلى مجال عمل مايكه ومستقبله وكيف تمكنت من تحقيق التوازن بين التعليم المهني والعمل والمدرسة الليلية.

نبذة عامة
الاسم: مايكه
العمر: ١٨ عامًا
التعليم المهني: ميكاترونكس سيارات وأنظمة وتكنولوجيا الجهد العالي، السنة الثانية من التعليم المهني
محل العمل: ميونخ

 

ما هي أكثر صورة نمطية في مجال دراستك؟ وهل هي صحيحة إلى حد ما؟

عندما يتعلق الأمر بالمهن التقنية والحرفية بشكل عام، كثيرًا ما نسمع بأن هذه المهن ليست مناسبة للنساء. ومع ذلك، هناك العديد من العاملين في مجالي ممن أصبحوا أكثر انفتاحًا تجاه هذه الفكرة، ويريدون مناهضة هذه الصورة النمطية، ولكني واجهت أيضاً بعض الأقاويل في مكان عملي، مثل إنه لا يتم إسناد مهام شاقة لي نظراً لكوني امرأة، ولا يوثق بقدراتي. هذه الصورة النمطية هي بالضبط ما لم أكن أريده، ولذلك عملت كثيرًا وبجهد شديد لدرجة أن رئيس العمال ومعلمي أعجبوا بعملي. الصورة النمطية غير صحيحة من وجهة نظري، لأن النساء يعملن بجد أكبر أحيانًا لإثبات جدارتهن للجميع.

كيف تبدو حياتك اليومية؟

عادةً ما نذهب في الصباح أولًا إلى غرف تغيير الملابس، ثم نقوم بتسجيل حضورنا ونراجع المهام المطلوبة. أنا لا أعمل في ورشة خاصة، حيث يكون فنيو ميكاترونكس المركبات مسؤولين بشكل أساسي عن صيانة السيارات، وانما في مصنع، حيث نتناوب العمل في محطات مختلفة، مما يعني أنني في البداية أقوم بتعلم جميع خطوات البناء والتطوير المختلفة لمكونات السيارة الفردية، ومن ثم ننتقل من محطة إلى محطة عمل آخري كل خمسة إلى ستة أشهر، على سبيل المثال إلى محطة الكهرباء، أو الإنتاج أو الاختبار. في معظم الأحيان يتم توزيعنا للعمل كمساعدين لشخص ما من العاملين. في الوقت الحالي، نحن لا نفعل الكثير بأنفسنا، بل نتعلم ونقدم المساعدة بشكل أساسي. من خلال التنقل بين المحطات المختلفة، نتعلم الكثير من الأمور الجديدة، وأعتقد شخصيًا أن هذا أمراً رائعاً. حيث أنني أحصل على رؤى متنوعة تمامًا. أما بعد العمل، أقوم بزيارة المدرسة المسائية لاستكمال دراستي الثانوية الفنية.


ما الذي من دونه لما كان بإمكانك إكمال تعليمك المهني؟

الأمر الذي أظن انني من دونه لما كنت أكملت تعليمي المهني، هو الدعم الكبير الذي تلقيته من مشرفي وعائلتي. لقد كنت خجولة بعض الشيء في بداية التدريب، ولكنني اكتسبت الآن الثقة بالنفس بفضل ردود الفعل والتعليقات الإيجابية من قبل المدربين والمشرفين، وطريقة تفهمهم لأسئلتي المتكررة. بالإضافة لدورهم الاستشاري الإيجابي في حال ما إذا لم تسير الأمور على ما يرام خلال التدريب المهني ومساعدتهم لي في هذه الحالات. من المهم جدًا أن يكون لديك أشخاص تثق بهم ويمكنك التواصل واللجوء إليهم في المواقف الصعبة.



ماهي الذكري خلال تدريبك المهني، التي لن تنسيها أبداً؟

كنت في البداية ادرس مكيانيكا الانتاج، ثم تم تحويلي من خلال برنامج دعم المواهب إلى تخصص ميكاترونكس السيارات. لن أنسى أبدًا اليوم الذي علمت فيه أنه تم قبولي للعمل كفنية ميكانيكا المركبات. ظننت حينها: "واو" سوف أحصل على فرصة مهنية إضافية وجديدة! فمجال الأنظمة وتكنولوجيا الجهد العالي أصبح أكثر أهمية مؤخراً، وذلك بسبب تزايد إنتاج السيارات الكهربائية. إذاً فهي فرصة جيدة للمستقبل!
 

الطريق الصحيح مهد نفسه لي ببساطة، فكلما انتابتني الشكوك، كنت على يقين أنني سأحظى بالدعم.


إذا كان بإمكانك بدء دراستك مرة أخرى: ما الذي ستفعلينه بشكل مختلف؟

كنت سأسلك نفس الطريق. كنت أعلم منذ البداية أنني أرغب في العمل في مجال المحركات، على أمل أن أعمل يومًا ما في مجال التطوير الميكانيكي. كنت في سن السادسة عشرة عندما اتخذت القرار بالعمل في شركة BMW. ونظرًا لصغر سني، كانت هذه البداية هى الأفضل بالنسبة لي. أما الآن أصبح لدي أيضاً علاقات وطيدة مع فنيي التصنيع وفنيي ميكاترونكس المركبات. الطريق الصحيح مهد نفسه لي ببساطة، فكلما انتابتني الشكوك، كنت على يقين أنني سأحظى بالدعم.


ما هي أكبر التحديات التي واجهتك؟

أكبر تحدي كان انضمامي إلى فريق ميكاترونكس السيارات في وقت متأخر نسبياً. كان هناك بالفعل مجموعة محددة من الأشخاص الذين كانوا يعملون سويًا ومعتادين على بعضهم البعض، وكنت في البداية نوعًا ما على هامش تلك المجموعة، ولكن مع مرور الوقت، أصبح لدي بعض الأصدقاء من بين فنيي ميكاترونكس المركبات وفنيي التصنيع. كنت قلقه في الفترة الانتقالية حيال ما إذا كان هذا القرار هو الصحيح، ولكن تبين سريعاً أنه كان كذلك.

ما الذي أنقذكي في كثير من الأحيان؟

لقد تلقيت الكثير من الدعم من أساتذتي، وكذلك من مدرسة الرياضيات الحالية، يمكنني التحدث معها بصراحة حول كل شيء. أعتقد أنه لولا ذلك، لما كنت الشخص الذي أنا عليه الآن والذي يؤمن بقوة في تخصصه المهني.

ماذا تفعلين للاسترخاء ومنح نفسك قسط من الراحة؟

في أوقات فراغي ألتقي كثيرًا بأصدقائي وأختي التي تعيش في شتوتغارت. نحب الذهاب في جولات بالدراجة أو مجرد التحدث. وقت فراغي محدود، وذلك أيضًا بسبب المدرسة الليلية، لكن لا بأس بذلك. فأنا أقوم بذلك عن وعي واقتناع.

 
ماذا تفعلين للاسترخاء ومنح نفسك قسط من الراحة؟

في أوقات فراغي ألتقي كثيرًا بأصدقائي وأختي التي تعيش في شتوتغارت. نحب الذهاب في جولات بالدراجة أو مجرد التحدث. وقت فراغي محدود، وذلك أيضًا بسبب المدرسة الليلية، لكن لا بأس بذلك. فأنا أقوم بذلك عن وعي واقتناع.


بماذا تفتخرين؟

أنا فخورة بشكل خاص بأنني دائمًا كنت نفسي. من البداية كنت الفتاة الفضولية هذه. كنت دائمًا تلك التي كانت تهتم بكل شيء. بالطبع، أنا فخورة أيضًا بأن لدي الفرصة لتغيير تخصصي من خلال برنامج المواهب -فهذه فرصة لا تأتي كثيرًا. طموحي ساعدني كثيرًا على مدار رحلتي التدريبية والمهنية، وفي النهاية، أدركت أنه يجب أن أناضل من أجل نجاحي. أعتقد أنني قد قمت بذلك بشكل جيد حتى الآن.

ماذا قدم لكي تدريبك لمسارك المهني المستقبلي؟

 قبل كل شيء، أنا الآن أعرف من خلال التدريب ما هو معنى الذهاب إلى العمل لثماني ساعات كل يوم، وأصبحت أفهم أن العمل الشاق في بعض الأحيان ضروري عندما تريد أن تعيش حياة معينة. برأيي، الأمر المهم هو أن تحب عملك، إذا لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لي، لكنت بحثت عن مهنة أو اختصاص آخر.

هل كانت هناك لحظات ظننتي فيها أن ربما الدراسة الجامعية قد تكون طريق أفضل من التعليم المهني؟

 أنا حاليًا بالفعل أكمل دراستي الثانوية بجانب التعليم المهني والعمل، وبعدها أود الاستمرار في التعليم وبدء دراستي الجامعية. في البداية، اعتقدت أن الالتحاق بالجامعة قد يكون الخيار الأفضل، ولكن الآن أنا بالفعل مستقرة ومرتاحة في تدريبي الحالي، لذلك أعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح بالنسبة لي، لدي الآن خبرة في مجال العمل وأعرف معنى العمل جيداً. إذا اضطررت إذن للعمل خلال العطلة الصيفية لتوفير مصروفاتي واحتياجاتي، فستكون خبرة العمل التي جمعتها مفيدًة جدًا حينها.

 

دليل الدراسة والنجاة في ألمانيا

في أي الجالات يمكن الحصول على تعليم مهني في ألمانيا؟ كيف يمكنك العيش بشكل كريم كمتدرب في ألمانيا؟ وكيف تستطيع
التوفيق بين العمل وحياتك الخاصة؟

متدربين من مختلف مجالات العمل يحكون عن خبراتهم في مختلف الشركات والمصانع الألمانية، وعن حياتهم اليومية، وعن الأمور التي تدفعهم للشعور باليأس في بعض الأحيان.


الكاتبة
تم تسجيل الحوار من قبل ناتاشا هولستاين - عاملة في فريق التحرير الإلكتروني بمعهد جوته.
حقوق النشر: معهد جوته، إدارة التحرير الإلكتروني
" طموحي ساعدني كثيراً في مسيرتي المهنية "
- #ألمانيا_بدون_فلتر -  معلومات حديثة من ألمانيا وعنها - معهد جوته