بوضوح ... فائق لحدود البشر  لماذا يحجب مارك زوكربيرغ نفسه كاميرا الويب خاصته

Mark Zuckerberg während einer Videokonferenz
فلتحذوا حذو مارك زوكربيرغ واحجبوا كاميرا الويب خاصتكم! إلا في حالة أن كان عليكم – كما يبدو في الصورة التي ترجع لشهر يونيو 2020 – الوقوف أمام البرلمان الأمريكي للحديث والإجابة عن أسئلة بواسطة بث بالفيديو. الصورة (مقطع): بيكتشر أليانز/ CNP/AdMedia

على ما يبدو يقع الشباب بالأخص أكثر من غيرهم ضحية لجرائم الإنترنت، تتساءل كاتبة العمود الصحفي آية ياف: ألا يجدر بنا، نحن الجيل الأصلي للتكنولوجيا الرقمية أن نكون أفضل من يعلم بهذا الأمر؟

أرسلت صديقتي مؤخرًا طلب شراء حقيبة يد صغيرة لطيفة على الإنستجرام، ظلت تخبرني لمدة خمسة أيام عن سعادتها المرتقبة بشراء هذه الحقيبة حتى ساورتها في وقت ما الظنون، بعد حوالي أسبوعين يأست صديقتي أخيرًا تمامًا من الاعتقاد أن هذه الحقيبة يمكن أن تصل أبدًا – وحدث ما أكد أنها على حق، إذ سرعان ما اتضح بعد قراءة التعليقات تحت الحساب المذكور أن كثيرًا من العملاء لم يتسلموا أي منتجات وأنهم باتوا ضحية لخدعة، فصفحة الإنستجرام كانت تنسخ صورًا كثيرة لماركة تجارية شهيرة بحيث نالت ثقة العملاء سريعًا، يزداد مجرمو الإنترنت حذقًا دومًا، ويعرفون كيف يستغلون التوجهات الرائجة، لذلك أتساءل: ألا يجدر بنا، نحن الجيل الأصلي للتكنولوجيا الرقمية أن نكون أفضل من يعلم بهذا الأمر؟

وقع في ألمانيا تقريبًا واحد من كل أربعة من مستخدمي الإنترنت (٢٤ بالمئة) ضحية لجرائم الإنترنت مرة واحدة على الأقل، توصل إلى هذه النتيجة دراسة استقصائية ممثلة نفذها المكتب الاتحادي لأمن تكنولوجيا المعلومات، وبرنامج منع الجريمة الشرطي بالولايات وبالاتحاد، يتعلق الأمر هنا بالأساس فيما يخص الجرائم الموجبة للعقوبة القانونية بالشراء أونلاين (٣٦ بالمئة)، التصيد الإلكتروني (٢٨ بالمئة)، أو هجمات على برامج إلكترونية بواسطة فيروسات وتروجان (٢٦ بالمئة)، كذلك تعرض ١٨ بالمئة من المعنيين لتجارب تتعلق بسرقة الهوية؛ كما أقر ١٣ بالمئة تعرضهم للتنمر الإلكتروني ولبرامج إلكترونية تهدف للابتزاز.

كيف نستطيع حماية أنفسنا؟

تشكل جرائم الإنترنت خطرًا، فهي لا تسهم فقط في شعور المرء بالقلق وبأنه عرضة للهجوم في شبكة الإنترنت بشكل عام بل يمكنها في حالات خاصة الإضرار بالسمعة، كذلك يمكنها بالأخص جعل المرء يتكبد خسائر مالية، خلصت الدراسة الاستقصائية إلى وقوع الشباب بالذات في الأغلب ضحية لجرائم الإنترنت، مثل صديقتي التي حكيت عنها منذ قليل، كيف نستطيع حماية أنفسنا إذن؟
 
وفقًا للدراسة الاستقصائية يعتبر الشباب بالأخص فريسة سهلة لقراصنة الإنترنت ومجرمي الإلكترونيات لأنهم – مقارنةً بفئات عمرية أخرى – يقضون وقتًا أطول على شبكة الإنترنت: فهم أكثر نشاطًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يشاركون معلومات أونلاين أكثر ويقومون أيضا بعمليات شراء أكثر من خلاله، أثناء ذلك لا يهتمون كثيرًا للأسف بموضوع أمن الإنترنت، فعلى سبيل المثال يستعلم بين الأكبر سنًا واحد أو واحدة من كل ثلاثة أشخاص بانتظام عن موضوع أمن الإنترنت، في المقابل تعتبر النسبة في الأعمار  بين ١٦ حتى ٢٩ واحد إلى أربعة فقط، إضافةً إلى ذلك يقوم الأكبر سنًا في الأغلب بتنفيذ توصيات الأمن مباشرة أكثر من الأصغر سنًا. 
يستحق الأمر الحيطة عندما يتعلق بموضوع أمن تكنولوجيا المعلومات، وفقًا للمقياس الرقمي من الدراسة الاستقصائية يتم إبلاغ الشرطة عن واحد فقط من كل ثلاث حالات، وتبلغ نسبة كشف الجريمة حوالي ٣٨ بالمئة، يزدهر لذلك حاليًا  سوق أمن تكنولوجيا المعلومات – هناك عروض كثيرة يمكن أن يستفيد منها المرء، فيمكن مثلاً محاولة ضبط الهاتف الجوال أو اللابتوب على وضع "أعمى وأصم" وذلك عن طريق حجب الكاميرا والميكروفون – كي يمكن بذلك الإفلات من ترصد قراصنة الإنترنت، لكن هناك أيضا أشياء أخرى أقل وضوحًا يمكن أن يراعيها كلٌ منا، منها على سبيل المثال استخدام نظام شبكة افتراضية خاصة جيد (virtual private network VPN) لتصفح مواقع الإنترنت داخل المنزل وخارجه بأمان، استخدام مصادقة ثنائية، وأن يتعامل كل منا بوعي مع بياناته الخاصة، ويعني هذا أيضا التخلص منها بشكل صحيح وتأمينها.

فلتحذوا حذو مارك زوكربيرغ !

قام المكتب الاتحادي لأمن تكنولوجيا المعلومات بتجميع توصيات أونلاين عن أفضل سبل الحماية من جرائم الإنترنت، هناك أيضا عروض كثيرة يمكن شراؤها من أجل اختبار درجة أمان الإنترنت، توليفة من الاثنين ليست خطأ بالتأكيد، ففي نهاية الأمر يستخدم مارك زوكربيرغ أيضا برامج إلكترونية أمنية مركبة أيضا – ويحجب كاميرا الويب خاصته، لكن، لو أردنا الصدق: يمكن أن يصبح كل واحد وكل واحدة منا رغم كل ذلك ضحية لجرائم الإنترنت، لذلك من الأهمية بمكان بالنسبة لي ألا يخجل أحد إذا وقع أو وقعت مرة في مصيدة، فبحسب حجم الجريمة يمكن البحث عن مساعدة متخصصة للتعامل مع التجربة في هذا المجال الجنائي أيضا، والتواصل مع منظمات معاونة، جمعيات غير هادفة للربح أو هيئات مساعدة أخرى، يمكن أن تكون أول خطوة إجراء اتصال لدى منظمة معاونة، جمعية غير هادفة للربح تعمل في مجال دعم ضحايا الجريمة، أو هيئة معاونة أخرى في المدينة المعنية.
إذن فلتحذوا حذو غورو التكنولوجيا  العظيم، وتعلموا كيف تحمون أنفسكم على أفضل وجه في شبكة الإنترنت، آمل ألا تدعوا أنفسكم وقت الجد – بعد كل هذه المعلومات المسبقة – تنجرف وراء بريق حقيبة يد جميلة، بل ابتعدوا عن طريق المصيدة.
 

"بوضوح ..."

في سلسلة مقالات العمود الصحفي "بوضوح ..." يكتب أسبوعيًا بالتناوب آية ياف، ماكسيميليان بودنبوم، دومينيك أوتيانجا، وماجريتا تسومو، تراقب آية ياف في "بوضوح ...فائق لحدود البشر" التقدم التقني ومدى تأثيره على حياتنا ومجتمعنا.