الجدة ترودا   العيش في وئام مع النباتات المنزلية

زهرات جافة، أوراق عالقة – أو صبار يأستم من أن ينتج كلوروفيل على حافة النافذة؟ ليس مع الجدة ترودا! اليوم تريكم كيف يتحول مسكنكم إلى أدغال!

أحبائي، أخيرا قدّم لي حفيدي ميتشي هذا الأسبوع صديقته الجديدة هيلينا: امرأة شابة، حسنة المظهر، متقدة الذكاء! تعمل في وكالة إعلانات، تهتم مثلي بالبيئة وأظهرت حماسًا كبيرًا تجاه نباتاتي، أطلقت على حجرة المعيشة خاصتي اسم "أدغال داخل المدينة"، ضحك حفيدي بخبث وسألها ماذا يوجد في هولنباخ من صفات المدينة. 

الزنبق الأخضر

أهديتهما غرسًا من نبات الزنبق الأخضر خاصتي، سيكون مفيدًا لو حدث وتلبدت الأجواء ذات مرة بين الاثنين، تتدلى من سيقان نبات الزنبق الأخضر الطويلة براعم صغيرة يمكن أن تنمو منها نبتة جديدة بسهولة فائقة.   

يضع كثير من الناس هذا النبات في مكتبهم لأن الزنبق الأخضر ينقي الهواء وسهل العناية به للغاية، يحتاج مكانًا مضيئًا، إلا أنه يصمد في المقابل إذا نسي زميلات وزملاء العمل الذين يُعتمد عليهم في العادة سقيه بالماء خلال فترة الإجازة، لست أول من يهدي غرسًا منه: ففي القرن ال ١٩ أحضر أمير إقطاعي هذا النبات الأفريقي لأول مرة إلى أوربا وأهدى جوته في مدينة فايمر جزءًا منه كنموذج، عندما ينبت جذر للبرعم يمكنكم وضعه مباشرة في التربة، إذا لم يكن له جذر ضعوه أولا في الماء حتى ينبت جذورًا رفيعة، تكاد تكون شفافة.

 شجرة المطاط

عندما كان أطفالي ما زالوا صغارًا، في الماضي في السبعينيات، كانت أشجار المطاط هي أحدث موضة، كم كانوا يجدون دومًا متعة في غمر شجرة المطاط داخل حوض الإستحمام: كنا نحملها كل يوم جمعة بعد المدرسة إلى الحمام، نضع الإصيص بأكمله في الماء وننتظر حتى ينتهي تصاعد فقاعات الهواء  إلى أعلى. 

كنا نتركها بعد ذلك حتى يقطر منها جميع الماء، نصيحتي: ضعوا جميع النباتات معًا داخل الحوض، بحيث لا تهدرون الكثير من الماء! يمكنكم الاحتفاظ بالماء ببساطة في رشاش ري كبير.

نبات المونستيرا (كف الدب)

نبات المونستيرا هو في الأغلب السبب الذي حمل صديقة ميتشي على التفكير في الأدغال،  حيث تُعرف أوراقه بتلك الحواف العريضة والفراغات مما جعله يُطلق عليه أيضا اسم ورقة النافذة، لا يمكن أن تخلو غرف الشباب الآن من نبات المونستيرا –  يالسعادتي، أراه بالفعل في كل مكان في الصور الصغيرة على الإنستجرام!
  لا تنسوا أنه يجب ألا تسقوه بالماء إلا في القليل النادر فقط كي لا تتعفن جذوره، حينها تتحول أوراقه إلى اللون البني، يعد نبات المونستيرا إذن الاختيار الأمثل لكل من يسيرون على خطى القديس أنطونيوس، أبي الرهبان، كذلك لمن ينسون كثيرًا في سنوات الشباب.

تنمو أوراق النافذة في الأصل على الأشجار، أو تلتف على جدران الصخور، لذلك تحتاج عندما تكبر إلى قضيب من أجل تثبيتها مع جذورها الهوائية، عندما تتوسع جذورها الهوائية في النمو لا يصح على أية حال قصها، يفضل أن ترشوا الأوراق والجذور الهوائية احتياطيًا كل أسبوع بماء فاتر.

عدا ذلك يُعد نبات المونستيرا متعدد المزايا: فهو ينمو بقوة ويكتسي بسرعة بأوراق جديدة، يستحق ذلك المشاهدة كل مرة مثل عرض مسرحي حقيقي! في البداية تبدو الورقة مثل قضيب معوج ثم تتحول إلى ورقة رقيقة فاتحة اللون، بعد عدة أسابيع تصبح داكنة الخضار وممتلئة مثل الأوراق الأخرى.

أتمنى أن ينال دليلي الصغير في عالم النباتات هذا إعجابكم! لدي أيضا بالطبع زهرات البيجونيا، نباتات القراص، وأزهار الأوركيد: أي نبات منزلي تعتبرونه ضروري في كل غرفة معيشة؟
 
إلى اللقاء في المرة القادمة!

المخلصة ترودا


 

٢٠١٩ أبريل