هل لا أزال أحتاج إلى هذا أم يمكنني التخلص منه؟ تستغل الجدة ترودا الأيام الكثيرة التي تقضيها داخل المنزل وتعيد تنظيم أغراضها بعناية، يجعلني هذا أشعر بالتحرر – وبقدر كبير!
أيها الأحباء ...عيد ميلادي على الأبواب، وبالطبع سألت عائلتي عما أتمنى، دفعني هذا لإمعان التفكير، لأنني في الحقيقة لا أرغب في أي شيء، عدا الصحة، الحب، أشعة الشمس وعما قريب معاودة اللقاءات الدافئة مع أصدقاء ومع الأسرة.
كيف أحظى بوقت لنفسي؟
الأمر في الواقع هكذا: لا أحتاج في الحقيقة أي شيء، بالعكس، في الوقت الذي قضيته داخل المنزل أثناء الجائحة قمت بفصل الجيد عن الرديء من أغراضي، والتخلص من غير النافع منها قليلا، بحيث أصبحت أرففي وخزاناتي أقل امتلاءً، أنا لا أريد تغيير مسكني مطلقًا، لكن يعجبني الشعور بأني أحمل حولي أغراضًا أقل! حقًا، قلة ما أزيل عنه الغبار الآن يجعلني سعيدة، لأنه يمكنني قضاء ما وفرت من وقت في تريض بالغابة على سبيل المثال، بكل وضوح: أمارس بأغراض أقل حياة أكثر صحة.أين نذهب بالأغراض الزائدة؟
كان أمر انفصالي عن أغراض معينة قطنت لدي طويلا شاقًا جزئيًا من الناحية العاطفية، لكن في النهاية: البعيد عن العين بعيد عن الخاطر – لم أعد أتذكر معظم الأغراض التي تخلصت منها مطلقًا، أهديت بعضها لآخرين، وبذلك أدخلت عليهم السعادة، وضعت كثيرًا من الأغراض فوق منضدة الحديقة أمام بيتي الصغير من أجل أن يأخذ المارة لأنفسهم منها ما يحتاجونه – سرعان ما خلت المنضدة أكثر فأكثر من الأغراض، وتبرعت ببعضها، توجد صفحات عديدة في الإنترنت تهتم بالإبقاء على جميع الأغراض الممكنة داخل دورة استخدام، هذا رائع بالطبع بالنسبة لي كمشجعة للتنمية المستدامة! لا ينبغي أن يعني إعادة فرز الأغراض إلقاؤها – أشعر بسعادة كبيرة عندما تكون أغراضي لا تزال تحصل على فرصة ثانية لدى شخص آخر! تخيلوا: قبل حوالي مئة عام كان يوجد في بيت ألماني 180 غرض، أصبحت اليوم في المتوسط 10,000.انتباه، إعلانات، أغلقوا الأعين عنها!
كل واحد لديه بالطبع الحق في ألا يريد الاستغناء عن أشياء معينة، إلا أن قرار عدم شراء شيء هو دائمًا أفضل من شرائه، بالأخص عندما لا يحتاجه المرء، هذه هي النقطة الفاصلة في موضوع الاستهلاك – في رأيي على كل حال، فإذا سألتم أنفسكم ربما في المرة القادمة إن كنتم تحتاجون بالفعل ما تريدون شراءه، تحروا ببساطة الأمر بأسلوب ناقد قليلا عند كل عملية شراء، وامتنعوا عن شراء أي شيء لأنه فقط مخفض الثمن – ما لم تكونوا ستقومون بشرائه أيضا بسعره الأصلي، لا تشتروا أي شيء موجود منه أضعاف داخل المنزل بالفعل، لا تشتروا أي شيء غير مناسب في الوقت الحالي، ولا تقوموا بمجاراة الإعلانات فهي تحاول جعل منتجات لم نكن نعرف عنها أي شيء مغرية لنا بحيث "نحتاجها"، نفس الشيء ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي، كم هو أمر بسيط أن يذهب أحدكم ببضعة ضغطات في جولة تسوق، أعرف المحاولة جيدًا! وبالتالي يكون الرجوع عن ذلك هو الأصعب، لقد قرأت ذات مرة شيئًا لطيفًا للغاية ساعدني كثيرًا – ربما يكون هذا أيضا جملة مأثورة لديكم: اشتري فقط ما يجعلك سعيدًا، وفقط عندما يكون ذلك الشعور طاغيًا.الأقل هو الأكثر – المزايا
بغض النظر أن لدي حاليا عملًا أقل داخل المنزل لأن الأغراض التي كانت حولي قلت إلا أن امتلاك أشياء أقل له مزايا أكثر، عندما يقل استهلاكي، عندما يقل ما أمتلكه يصبح عليّ واجبات أقل، فعلى سبيل المثال وجود أجهزة أقل يعني أن أجهزة أقل يمكن أن تعطب، أجهزة أقل تحتاج إلى صيانة، بذلك أكون قد أنفقت أيضا أموالا أقل، ووفرت وقتًا كان يمكن أن أقضيه في مقارنة الأسعار والتسوق في حد ذاته، وأحمي كوكبنا، كما أتبنى أسلوب حياة به تنمية مستدامة.الاستغناء لا يعني بالضبط الاستغناء
إلا أن التخلص من الأغراض الزائدة والاستغناء عن الاستهلاك ليس ملائمًا لكل شخص، وعند كلمة "التقليل حتى الحد الأدنى" تختلف الآراء في كل حال، يقول البعض: "التقليل حتى الحد الأدنى" رفاهية لابد من الحصول عليها أولا، اعتبار من يتباهى في مسكن ضخم داخل بناء قديم بخمس قطع باهظة الثمن من الأثاث أنه يعتمد أسلوب التقليل حتى الحد الأدنى غير مقنع في كل مكان، الآخرون يقولون: حياتي أثناء كورونا صعبة بما يكفي، فلا أريد أن اضطر لممارسة الاستغناء أيضا، آخرون متأكدون: ليس لدي وقت من أجل التقليل حتى الحد الأدني، متى ينبغي عليّ التخلص من الأغراض الزائدة في القبو أو هناك من يتبع شعار: احتاج مكافأة، لا أرغب في الاستغناء، بالعكس أرغب في امتلاك شيء، بعدها يتم شراء قطعة الجينز العاشرة .... في المقابل يستغنى أحدهم ربما عن سيارة، على الأرجح لا يوجد صواب وخطأ تحت الحد الأدنى، لكن يمكن أن يجد كل واحد وواحدة طريقًا للاكتفاء بالأقل والعيش بوعي أكبر، أليس وقت الصيام الحالي هو التوقيت المثالي للبدء في هذا؟حظًا ونجاحًا كبيرًا أثناء ذلك تتمناه لكم
الجدة ترودا
٢٠٢١ فبراير