الجدة ترود  قهوة محايدة للمناخ -حول العالم على متن سفينة شراعية

اللعبة الجديدة لعائلة الجدة ترود تدخل جولتها الثانية. اكتشف حفيدي ميشي مشروعًا بيئيًا رائعًا في مدينة لايبزيغ: وهو توريد قهوة تعاونية على متن سفن شراعية! أنها بمثابة دعوة للتمتع بالقهوة بطريقة مستدامة.
 


أعزاءي القراء،

إن تحدينا العائلي الجديد الذي يهدف إلى اكتشاف أفضل المشاريع البيئية ممتع للغاية! منذ أن بدئنا بالتحدي، أصبحت هناك حركة وإثارة كبيرة في غرفة دردشتنا العائلية! إن تتذكروا فقد قدمت لكم أول مشروع بيئي فاز في تحدينا في الشهر الماضي، وكان مشروع بيئي من كولونيا. أما مشروع اليوم يأتي من قبل حفيدي ميشي، الذي انتقل مؤخرًا إلى لايبزيغ. هناك اكتشف اكتشافًا يجب تقديمه لكم، ألا وهي قهوة محايدة للمناخ يتم شحنها عن طريق سفن شراعية من مزارع تعاونية في نيكاراغوا. وبذلك أصبح المشروع البيئي هذا هو المفضل لعائلتنا! أنا على يقين انكم سوف تشاركونا الدهشة فيما يخص هذا المشروع، فهو غير اعتيادي حقاً! 

مدينة أحلام ميشي الجديدة

بالنسبة لحفيدي ميشي، تعتبر المعيشة بمدينة لايبزيغ مثل الفوز في اليانصيب. فعلى حسب قوله، بها الكثير من الفن والثقافة والتاريخ، ومزيج رائع من الحديث والقديم. ولذلك، يشعر ميشي براحة شديدة فيها، ودوماً ما يسألني إن كنت سوف أزوره قريباً. سأفعل ذلك في أقرب وقت ممكن بالطبع -فلقد درس يوهان فولفجانج فون جوته في مدينة لايبزيغ، وتعتبر المدينة أيضًا واحدة من أقدم مواقع المعارض التجارية في العالم، وبالطبع لها دور رئيسي في إعادة توحيد شرق وغرب ألمانيا. أما فيما يخص موقف المدينة من الناحية البيئية، تريد لايبزيغ أيضًا أن تكون في صدارة المدن المستدامة والمحافظة على البيئة. على سبيل المثال، منذ عام ١٩٨٩ هناك منظمة بيئية معروفة ب-"أسود البيئة" والتي تحمل الاسم الرسمي "Umweltbund Leipzig e.V."  والتي يرى أعضاؤها أنفسهم مدافعين عن الطبيعة. وبناء على معرفتي بشخصية ميشي، سوف يزأر أسدي البافاري الصغير قريبًا وسيقوم بدعم السياسة البيئية لبلدته الجديدة. تحدث بحماس عن مشاريع هذه المنظمة، ويمكنني بالفعل أن أخمن ما الذي سيركز عليه ميشي: عدد أقل من السيارات الخاصة، والمزيد من خدمات التنقل الجماعي، ومدينة أكثر خضرة. وقد حكى لنا ميشي أن "أسود البيئة" لم يدخلوا "يوم البارك" إلى لايبزيغ فحسب، بل إلى ألمانيا بشكل عام في عام ٢٠١١. "يوم البارك" هذا، هو يوم عظيم يهدف إلى إعادة التحضر إلى أحياء المدن الداخلية.  فبهذا اليوم تتحول أماكن وقوف السيارات حول العالم إلى واحات خضراء في ثالث جمعة من شهر سبتمبر، حيث تقام الاحتفالات والمظاهرات.
 

زراعة القهوة من أجل مستقبل عادل


أثناء إستكشاف حفيدي ميشي لمدينة لايبزيغ منذ بعض من الوقت، اجتذبته رائحة القهوة الذكية إلى محمصة في منطقة بلاجويتز تبيع قهوة فريدة جدًا من نوعها. وهناك التقى بمالك ومؤسس مقهى "Chavalo"، ينس كلاين. مثل كثيرين غيره، يتاجر ينس في قهوة التجارة العادلة، ألا وهي قهوة تزرع وتباع في الأسواق دون وسطاء من الشركات العالمية، وبذلك يذهب ربح المحصول كاملاً لصالح مزارعي القهوة. يحصل ينس على حبوب القهوة من نيكاراغوا، والتي زارها بنفسه عدة مرات. كذلك أسس ينس جمعية تعاونية في ألمانيا، والتي يبلغ تكلفة الحصة فيها ٥٠٠ يورو. وتلك التعاونية تتضمن بالفعل أيضاً تعاونيتان لزراعة القهوة من نيكاراغوا كأعضاء. وتلك التعاونيات هم من يوردوا لينس القهوة التي يبيعها في محمصته. وعندما ينعقد الاجتماع السنوي والعام لأعضاء التعاونية، ينضم مزارعو القهوة من أمريكا الوسطى عبر الإنترنت. تحيا التكنولوجيا! لكن مزارعي القهوة عادة ما يشاركون أيضًا عبر الإنترنت في اجتماعات وجلسات تصويت ومناقشات أقل أهمية. حتى الآن تبدو التعاونية كأنها مشروع بيئي اعتيادي، ولكن ليس هذا ما يميزها عن المشاريع الأخرى.

شجاعة غير عادية


أما الآن فأود أن أعرفكم بما يجعل هذا المشروع استثنائيا، وألا وهو أن قهوة ينس كلاين تبحر إلى أوروبا على متن سفن شراعية، أليس ذلك شيء غير معتاد بالفعل! أما حفيدي ميشي كالمعتاد، انتهز الفرصة أثناء زيارته للمحمصة ليلتقي ويتحدث شخصياً مع رئيس الجمعية التعاونية وصاحب فكرة العمل الرائعة هذه. والذي حكى لميشي عن عمله ورحلاته إلى نيكاراغوا. وإذا لم يتخذ ينس الحظر في حكاويه فمن الممكن أن يجد في مره حفيدي ميشي بإحدى حقائبه أثناء زيارته التالية لنيكاراغوا. 
 

تصل بعض القهوة من ماركة Café Chavalo إلى أوروبا على متن سفينة شحن صديقة للبيئة، وهي سفينة شراعية يزيد عمرها عن مائة عام.


تلوث سفن الشحن التقليدية الهواء والماء، وعادة ما تكون ظروف العمل هناك سيئة. لذلك في عام ٢٠١٨، بعد أربع سنوات من تأسيس شركته، قرر ينس كلاين استخدام سفن شراعية من أجل شحن القهوة. فهو يرغب بذلك في تقليل البصمة البيئية للتعاونية بشكل أكبر.
 

نجاح تام -دون تمويل


كانت التعاونية في البداية تنقل طنين من القهوة سنويًا بمساعدة السفن الشراعية، أما اليوم أصبحت تنقل بالفعل ٣٠ طنًا من القهوة على متن هذه السفن، من إجمالي ٨٠ طنًا من القهوة المستوردة. وتلك القهوة يمكن شراءها بعد ذلك في مدينة لايبزيغ لدى العديد من المتاجر التي تعرض سلع غير معبأة، أو لدى المتاجر العالمية، أو من متاجر المنتجات العضوية، أو بالطبع عبر الإنترنت والتي تشحن للمستهلك في داخل ألمانيا بالطبع بطرق شحن محايدة مناخيًا. ومن المؤكد أن طعم القهوة المشحونة عبر السفن الشراعية لا يختلف عن طعم القهوة الآتية على متن السفن البخارية. ولكن عليكم تقييم المذاق في هذا الحال بأنفسكم! وعلى الرغم من قهوة السفن الشراعية أغلى ببضعة يوروات من قهوة السفن البخارية الاعتيادية، إلا أن الطلب عليها كبير جداً لدرجة أن ينس كلاين يصف مشروعه ب-” قصة نجاح تامة". مما يفرحني كثيراً! فقصص نجاح كهذه هي بالضبط ما نحتاجه في هذه الأوقات الصعبة، ألا توافقوني الرئي في ذلك؟

وجدير بالذكر والثناء أيضاً، أن مقهى "Chavalo" يدفع للمزارعين أكثر مما تنص عليه معايير التجارة العادلة. فأن أخذنا في عين الاعتبار العلاوة المادية للتجارة العادلة والعضوية التي تضاف إلى سعر القهوة، فسيصل حينها سعر كيلو القهوة الخام إلى ٥٫٢٠ يورو. أما مقهى "Chavalo" يدفع للمزارعين ٦٫٨٠ يورو للكيلوغرام الواحد من القهوة الخام، وبذلك يدفع المقهى سعرًا أكثر من سعر السوق مما هو أفضل بكثير لمزارعي التعاونية. ألا يبدو الأمر جيدا؟ نعم، إنه أمر رائع بالفعل!


بطاقة الرياح


بالطبع لا يمكن للسفن الشراعية أن تنقل نفس الكمية التي تنقلها السفن البخارية بالإضافة إلى احتياجها لوقت أطول في ترحالها في البحر، ولكنها مقارنةً بالسفن البخارية لا تنتج أي من غاز ثاني أكسيد الكربون. تعوض الجمعية التعاونية عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضئيلة التي لا مفر منها، والتي تنبعث أثناء معالجة القهوة أو نقلها، على سبيل المثال من ميناء مدينة هامبورغ إلى لايبزيغ، عبر تبرعات لمؤسسة” myclimate"، والتي كتبت عنها أيضًا من قبل. وتعمل مؤسسة” myclimate" على توزيع تلك التبرعات، على سبيل المثال، على برامج إعادة التحريج وزراعة الرقع الأرضية في نيكاراغوا.

 أوضح ينس كلاين لحفيدي ميشي، أن العمل بطرق محايدة للمناخ والطبيعة يشكل تحدي كبير في معظم الأوقات. فخطوات العمل الخاصة واللازمة لإنتاج وشحن القهوة المحايدة لثاني أكسيد الكربون غير اعتيادية وكثيرة. ولكن ينس مقتنع وشغوف بأسلوب عمله الداعم للبيئة. حتى الآن لم تسنح الفرصة لينس بأن يسافر بصحبة قهوته على متن سفينة شحن شراعية -فسفن الشحن الشراعية تحتاج ما يقارب ثلاثة أشهر ونصف لوصول وجهتها، مقارنة بثلاثة إلى أربعة أسابيع على متن سفينة بخارية. وحتى تصل قدرة السفن الشراعية فيما يخص كمية الشحن نفس قدرة السفن الاعتيادية، سوف يظل ينس كلاين مضطراً إلى شحن وتفريغ حمولة سفينته في ميناء هامبورغ. بالمناسبة، يمكن للمتطوعين الراغبين المساعدة في تفريغ شحنة القهوة في ميناء المتحف بمدينة هامبورغ. يجب أن أخبر حفيدتي ميري بذلك، فهي تعيش بنفذ ذات المنطقة هناك.

هل أنتم منبهرون أيضًا من ذاك المشروع البيئي، والذي توجناه كأحدي الفائزين في إطار تحدي المشاريع البيئية لعائلتي؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنا سعيدة جدًا -وأوعدكم انني سأطلعكم على المزيد من المشاريع البيئية المثيرة، يمكنكم التأكد من ذلك!

مع خالص التحية وإلى القاء في المرة القادمة،
عزيزتكم ترود