خارج المسار | مدينة ترير  الرومان وشخصيات أخرى

رداء مقدس، بوابة سوداء، نبيذ تفاح روماني، وقصة عائلة مشهورة لا يعرفها الكثيرون: هل تحتاج إلى أسباب أخرى لزيارة مدينة ترير؟

رغم أن مدينة ترير تحظى بحضور واضح في المناهج الدراسية الألمانية، إلا أنها غالبًا ما تُنسى كوجهة سياحية. أقدم مدينة في ألمانيا – (على الأقل كما يرى سكان ترير أنفسهم، حيث تتنافس عدة مدن ألمانية على هذا اللقب) – تستحق الزيارة بلا شك!

بوابة المدينة الضخمة "بورتا نيجرا" هي وحدها معجزة معمارية. تم بناء هذا المعلم الشهير في القرن الثاني بعد الميلاد على يد الرومان. وكان الرومان هم من أسسوا ترير في عام ١٦ قبل الميلاد، ولا يزال تأثيرهم يطغى على الحياة في المدينة حتى اليوم. فإلى جانب العديد من المعالم الأخرى مثل حمامات القيصر، الكنيسة الكبرى، والمسرح الروماني، جلبوا أيضًا زراعة العنب إلى المنطقة. وبما أن النبيذ لم يكن في متناول الجميع، كان الفقراء يشربون "الفيز" (Viez)، وهو نوعًا من نبيذ التفاح. ولا يظهر هذا المشروب بنكهته الحقيقية إلا إذا قُدم في كأس "البورز" (Porz) التقليدية. ففي العديد من المطاعم التقليدية والحانات على ضفاف نهر موسيل أو في أماكن مثل حانة "Aom Ecken" الشهيرة، يجتمع الناس حتى اليوم لاحتساء "الفيز" (Viez) من كأسه الأصلي.

وفي ترير، تُقام كل خمس سنوات احتفالات "أيام الرداء المقدس". ولا يتعلق الأمر بمهرجان موسيقى الروك، بل باحتفالات تدور حول قطعة الملابس الأخيرة التي يُقال إنها كانت تخص عيسى الناصري. يُقال إن هذا "الرداء المقدس" كان قد تم انتزاعه من عيسى من قبل الجنود الرومان بعد صلبه. ويُعتقد أن والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر قد أحضرت جزءًا منه إلى ترير حوالي عام ٣٢٧. ويُعد الرداء المقدس واحدًا من أكبر كنوز كاتدرائية ترير.

هناك قطعة ملابس أخرى تحظى بأهمية كبيرة في ترير، وهي قبعة القديس سيميون. في عام ١٠٣٠ حبس نفسه داخل بوابة المدينة ليعيش حياة زاهدة كناسك متعبد. ولا تزال قبعة القديس سيميون المصنوعة من صوف الأغنام البني محفوظة حتى يومنا هذا.

يتعلم معظم الألمان في المدارس أن ترير هي مسقط رأس كارل ماركس. ولا يزال بإمكان الزوار زيارة بيت ولادة هذا المفكر الاجتماعي والناقد الرأسمالي حتى اليوم. ومع ذلك، فإن ما لا يعرفه العديد من المدرسين على الأرجح هو أن شهادة ميلاد كارل ماركس الصادرة في عام ١٨١٨ قد وقع عليها الجد الأكبر للمذيع الشهير غونتر ياوخ. كان يدعى جده إمريش جراخ، وكان نائب عمدة ترير في ذلك الوقت. من المحتمل أنه لم يكن يتوقع مدى شهرة هذا المولود الجديد، ولا أن أحد أحفاده سيصبح واحدًا من أبرز الشخصيات التلفزيونية في ألمانيا.

 

٢٠٢٤ مارس