ينتشر الفن الذي يتعامل نقديًا مع القضايا الاجتماعية في كردستان العراق. وبالنسبة للفنانين والفنانات الثلاثة -والذين يُنظم معرضهم برعاية معهد غوته/العراق - فإن دور المرأة في المجتمع الكردي هو ما يعالجوه فنياً في هذا السياق. تعد قضية العدالة بين الجنسين قضية عالمية بذاتها، ومع ذلك فهي بحاجة إلى النظر إليها بشكل منفصل في كُل هذه السياقات . في ألمانيا مث لًا تتم مناقشة قضايا التفاوت في الأجور بين الجنسين، أي حقيقة أن متوسط أعداد النساء العاملات يتلقين أجرًا أقل من الرجال لنفس العمل . حينها فأن مسألة المساواة بين الجنسين أيضًا تشمل قتل الإناث: ففي ألمانيا مثلًا ، تُقتل أنثى كل ثلاثة أيام نتيجة للعنف المنزلي. في كردستان العراق فإن أشكال العنف ضد المرأة ناجمة عن التاريخ والسياسة تحديدا بالإضافة للسياق الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
اﻟﺣرب وأﺣوال اﻟﻣرأة: ﺋﺎودﯾر ﻋﺛﻣﺎن
Der Künstler Awder Osman blick auf seine Gemälde im Rahmen des vom Goethe-Institut Irak initiierten Projekts „Helan“. | © Goethe-Institut Irak / Mohamed Shwany اﻟﺣرب و ﻣظﺎھر ﻋﺳﻛرة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ھﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرھﻣﺎ ﻣن اﻟظواھر اﻟﺟﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛردي اﻟﻌراﻗﻲ. ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ھﻲ ﻣﺎ ﯾﻛرس أﻋﻣﺎﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﻧﺎن ﺋﺎودﯾر ﻋﺛﻣﺎن ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ. ﻟذﻟك ﺳﺎﻓر ﻋﺛﻣﺎن إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق ﻣﺛل ﻛﻔري وﻛﻼر وﻛرﻛوك، وﺣول اﻟﻣوﺻل أﯾﺿﺎ. ﺗﺣدث إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺗﺿررات ﻣن ﺣﻣﻠﺔ اﻷﻧﻔﺎل اﻟﺗﻲ ﺷﻧﮭﺎ اﻟدﯾﻛﺗﺎﺗور اﻟﻌراﻗﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺻدام ﺣﺳﯾن ﻓﻲ ﻋﺎم 1988، واﻟﺗﻲ ﻓﻘدن ﻋﻠﻰ أﺛرھﺎ أﻗرﺑﺎﺋﮭم واﻟذﯾن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﻣن اﻟرﺟﺎل. ﻗُﺗل ﻓﻲ ﺣﻣﻠﺔ اﻷﻧﻔﺎل ﺗﻠك ﺣواﻟﻲ 180 أﻟف ﺷﺧص. وﺣﺗﻰ اﻟﺣرب اﻷﺧﯾرة ﺿد ﺗﻧظﯾم "داﻋش" اﻹرھﺎﺑﻲ (2017-2014) وﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ھﻲ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﺋﺎودﯾر ﻋﺛﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ اﻟﻔﻧﯾﺔ. ﻛﻣﺎ أن ﺑﻌض أﻋﻣﺎﻟﮫ ﻣﺳﺗوﺣﺎة ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻛردي ﺷﯾرﻛو ﺑﯾﻛس.ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎدﺛﺎت ﯾرﺳم ﺋﺎودﯾر ﻋﺛﻣﺎن ﺻورا ﻟﻠﻧﺳﺎء، واﻟﺗﻲ ﯾﺷﺧص ﻓﯾﮭﺎ أوﺿﺎﻋﮭن أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب وﺑﻌدھﺎ. وﯾﺣﺎول ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن دﻣﺞ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرأة واﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻠوﺣﺎت. ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻣن ﺧﻼل اﻷﻟوان واﻟﻣواد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل، واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺄ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻟﻠﻧﺳوة أﻧﻔﺳﮭن أو أن ﺗﺟﻠب ﻣن أﻣﺎﻛﻧﮭن. ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺗواﺑل اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻟزﻋﻔران ﻣﺛﻼ ﻟﻠﺗﻠوﯾن ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺻﻔر. ﯾوﺿﺢ ﻋﺛﻣﺎن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺟﺎز ﺧﻼل ﺑﻌض ﻣﺣﺎدﺛﺎﺗﮫ ﻣﻊ اﻟﻧﺳﺎء، ﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر. ﯾﺷرح ﻋﺛﻣﺎن: "ﻣن واﺟﺑﻲ أن أﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ، ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ."
اﻟﻣﻘﺑرة ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ: أﺣﻣد ﻧﺑز
© Goethe-Institut Irak / Ahmed Nabaz معرض الصوراﻟﺷﻲء اﻟﻣﻣﺎﺛل ﻣﻊ اﻟﻔﻧﺎن أﺣﻣد ﻧﺑز ﻣن أرﺑﯾل: "أرﯾد أن أﺿﻊ إﺻﺑﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراح ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ." اﻟﺟرح اﻟذي ﯾرﯾد ﻧﺑز وﺿﻌﮫ ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟﻧﻘﺎش اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ھو ﻗﺗل اﻟﻧﺳﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻌﻧف اﻷﺳري.
طرح ﻧﺑز ﺟرﯾﻣﺔ ﻗﺗل اﻟﻣرأة اﻟﻛردﯾﺔ ﻋﺑر ﻓن اﻟﺗرﻛﯾب اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﺧﻼل ﻣﻌرﺿﮫ "ﺑﻼ ﻋﻧوان" واﻟذي أُﻗﯾم ﻣؤﺧرا ﻓﻲ أرﺑﯾل. "ﺑﻼ ﻋﻧوان" ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺷواھد ﻗﺑور اﻟﻧﺳﺎء واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻣل أﺳﻣﺎﺋﮭن. ﻏﺎﻟ ًﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣدﻓوﻧﺎت ﺗﺣت ﺷواھد اﻟﻘﺑور ﺗﻠك ھن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻠواﺗﻲ ﻗُﺗﻠن ﻋﻠﻰ أﯾدي اﻟذﻛور ﻣن أﻓراد اﻷﺳرة ﺑﺳﺑب اﻷﻋراف اﻷﺑوﯾﺔ، ﺣﺗﻰ ﺗﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﺟﺛﺛﮭن ﻗوات اﻷﻣن اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﺗدﻓن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد. وﻷن ھوﯾﺎت ھؤﻻء اﻟﻧﺳﺎء ﻻ ﺗزال ﻏﯾر ﻣﻌﻠوﻣﺔ، ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم إھﻣﺎل ھذه اﻟﻣﻘﺎﺑر وﻧﺳﯾﺎﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﺿﮫ، اﻟذي ﺗﻌرض ﻓﯾﮫ ﺷواھد اﻟﻘﺑور وﺗرﻛﯾﺑﺎت اﻟﻔﯾدﯾو، ﯾﻘوم ﺑﺈﺣﺿﺎر ﺷواھد اﻟﻘﺑور إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﯾد اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ اﻟواﺟﮭﺔ. في الفيديو التركيبي، يشاهد الزوار والزائرات حبات رمانٍ بأسماءٍ نسائية تتساقط عليها الحجارة وتتكسر معها. "الرمان هو مجاز لثلاثة أشياء. فهو رمزٌ للأنوثة بمعنى الخصوبة من ناحية، ومن ناحية أخرى فأن اللون الأحمر يذكرنا بدماء النساء المسفوكة، وثالثاً يمكن العثور على الرمان في كل أرجاء كردستان"، كما يقول نبز شارحا تركيب الفيديو الخاص به. يستخدم أحمد نبز فن التركيب الإنشائي لأنه يجلب القصص والمفاهيم إلى الواجهة حيث لا توجد حدود للفن. حيث ما تشكل القصص نفسها إطار الشكل الفني.
ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﻧظور اﻟذﻛوري ﻓﻲ اﻟﻔن: ھﯾرو ﺷﯾﺧﻲ
Ein Besucherin schaut auf ein ausgestelltes Gemälde der Künstlerin Hero Shekhe. | © Goethe-Institut Irak / Mohamed Shwany لفنانة هيرو شيخي، والتي تكتب حاليًا أطروحة الماجستير في جامعة صلاح الدين في أربيل حول الاغتراب في اللوحات الكردية، تتفكر في فن التركيب الإنشائي كشكل من أشكال التعبير الفنية لديها. لكن في نهاية المطاف، فإن فن التركيب هذا في كردستان مكلف للغاية لها بالإضافة لتعقيد مراحله. تُضيف لذلك "إنها عملية تتطلب منطقًا أكثر من الإبداع. بالنسبة لي فإن الرسم بالأكريليك طريقة أكثر إبداعًا ومباشرة للتعبير عن مشاعري وأفكاري. تحديدًا من خلال الرسم بالفرشاة على الحائط"في لوحاتها والتي تظهر التجارب والعوالم العاطفية للمرأة في كردستان خارج المنظور الذكوري والتي عُرضت كجزء من "هيلان". "هيلان" هو مشروع من قبل معهد غوته/العراق بالتعاون مع Framing PhotoJournalism School و Sêv Gallery حيث يعرض في هذا السياق وبشكل منتظم الفنانين والفنانات الشباب في ، العراق فنهم أو موسيقاهم في مباني مدرسة Framing .
في معرضها "هيلان"، كان هدف شيخي هو العمل مع النساء المقيمات في دور الرعاية النسوية نتيجة العنف المنزلي، والتي لا يزال بعضهن يشعر بالتهديد. ومنذ أن هيرو شيخي لم تحصل على إذن لزيارة النساء، فبالتالي تخيلت هي حالتهن العاطفية بنفسها: "لوضع المرأة جزء كبير من عملي، أيضًا لأنني كامرأة أعاني من مثل هذا الموقف شخصيًا وأعتقد أنه يمكنني الشعور بقرب من معاناة وأفكار النساء اللواتي أرسمهن. النساء في لوحاتي لا تستجدين ولا يطلبن المساعدة. وعوضًا عن ذلك، فإنهن يُشككن في مقدرتهن على إحداث التغيير وتحريرهن من خلال هذا وحده. في بعض اللوحات يتساءلن، وفي صور أخرى تعِبنَ من السؤال".
ﺗﺷرح ھﯾرو ﺷﯾﺧﻲ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﺣدى اﻟﻣﻧظور اﻟذﻛوري ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺎت واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟبا ﻣﺎ ﯾﻧظر ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﮭن "ﻣواﺿﯾﻊ." ﺣﯾث ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻛﻔﺎح اﻟطوﯾل ﻟﻠﻔﻧﺎﻧﺎت ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﻌﺎﯾرﯾﮭن اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻔز ﺷﯾﺧﻲ ﻋﻠﻰ دﻣﺞ ﺗﺟرﺑﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻣرأة ﻛردﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻧﮭﺎ. وﻣن ﺧﻼل ﻓﻧﮭم، ﯾﺷﯾر اﻟﻔﻧﺎﻧون اﻟﺛﻼﺛﺔ إﻟﻰ ﻣواﺿﻊ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛردي ﺑطرﯾﻘﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺳﺗﻛﺷﻔون إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل اﻟﻔﻧﻲ ﻣﻊ ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺣرب واﻟﻧﺳﺎء وﻗﺗل اﻹﻧﺎث واﻟﻌﻧف اﻷﺑوي.
[1] Siehe https://www.bka.de/DE/AktuelleInformationen/StatistikenLagebilder/Lagebilder und https://www.ndr.de/kultur/Femizide-in-Deutschland-Wenn-Maenner-Frauen-toeten,femizid100.html abgerufen am 04.01.2022.
٢٠٢٢ فبراير