إن الثقة هي الشعور بالاطمئنان والراحة تجاه ذلك الشئ أو الشخص محل الاختبار. هي اليقين بأن ذلك الموثوق موضوعٌ في محله داخل دائرة الاطمئنان. وأول درجات الثقة هي ثقة الإنسان بنفسه وإيمانه بذاته، التي إن غابت، فلا محل للثقة في أي شئ أو شخص آخر. وفي حالة المبدع، تكون الثقة لديه هي يقينه بمنتوجه وأثره على المجتمع حوله. يقين بأهميته وإيمان بمدى تأثيره. لذلك، فإن العمل الفني الذي أمامكم (الصورة والقصيدة) هو خير تصوير لصراع المبدع مع ذاته بدءاً من تشككه وفقدانه للثقة في أهميةإنتاجه إلى الثقة بمدى تأثيره ومدى ثقة المتلقي في صدق المبدع. الشاعر هنا يتحدث بلسانه ولسان الرسام والعازف والمصور.
والمصور يرى بأعينهم جميعاً. يتحدثون بلسان ويرون بأعين كل منتج بشري هدفه الارتقاء بالإنسانية. ولن يحدث ذلك إلا إذا اجتمعت ثقة المبدع في ذاته وإنتاجه وثقة المتلقي في المبدع وفي مدى صدقه.