مهارات شخصية للبيع: نموذج عمل أيسا جاكسون
يتحدث هذا التعليق الذي وضعه مستخدم يوتيوب باسم "@kittykatBflat" نيابة عنا جميعا، وذلك عندما نشاهد أغنية أيسا جاكسون بعنوان "راقص الماتشو" (عام 2013) والتي حصلت على قدر من الشهرة سيئة السمعة لابأس به مثلها مثل فيديو أغنية فنان البوب الإليكتروني بيتشز بعنوان "How You Like My Cut" التي صدرت عام 2016
تتماشى البراعة هذه مع الطريقة التي تهتم بها جاكسون. فالهدف من ممارستها هو أن تجعل الجمهور "يضع محل تساؤل مفاهيم راسخة لديه ذات صلة بما يعيشه". وتضم المفاهيم الراسخة التي تسعى أيسا لإثارتها العرق والجنس والطبقة الاجتماعية، تلك الثلاثية الأساسية للاختلاف، وإن كانت مُشكلة في النموذج الاستعراضي في الفلبين اليوم. إن تلك المهارات الشخصية لهذ الجسد، سواء كانت تستخدم للإغراء أو التسلية أو تقديم الرعاية في وظائف المهاجرين غير المستقرة، تخضع للبيع وبالتالي تكون محل شك واستفهام.
تعتبر طريقتها في "راقص الماتشو" طريقة تربوية في اتجاهها المباشر، وهي عرض دقيق للمفردات الوضعية والعاطفية والإيقاعية المتميزة عن رقص الماتشو. على الرغم من فوز التحريف الجنساني لجاكسون بأغلب الانتباه، تفترض قراءة أخرى لعرض رقص الماتشو انتهاكًا مختلفا. إن راقص الماتشو شخصية تتناقض مع الثقافة الشعبية السائدة في الفلبين، حيث يُنظر إلى رجولته الخليعة، كونه دمية من دمى النوادي الليلية للرجال المثليين والنساء الثريات، على أنها استعباد اقتصادي لرغبات المقايضة الأنثوية والشاذة. واستجابة لهذا العار المجتمعي والسخرية من المثليين، تصبح جاكسون راقصة ماتشو لتبرز للواجهة العمليات البناءة والإبداعية لصياغة المهارات والتقنية المميزة لهذا اللون الفني. لقد وُلد "راقص الماتشو" بعد أشهر من البحث الإثنوغرافي الذي قامت به جاكسون والتي درست مع راقصي الماتشو في مانيلا، ووجهها مُرشدها إلى تطوير إبداعاتها الخاصة من الألحان الراقصة. وقد استرعى تكرارها المتواصل لهذا النوع من الرقص في مختلف أماكن الفن المعاصر انتباهًا نقديا لنظامية الاستغلال الاقتصادي في الفلبين والذي يرتكز على تصدير العمالة الحميمية والعاطفية برعاية الدولة، وتتراوح هذه العمالة من العمالة المنزلية وحتى عروض الترفيه الحية. وفي ذات الوقت، وبينما تترجم جاكسون إخضاع رقص الماتشو من موقع غير نمطي ومميز للموضع، كونها فنانة عالمية فلبينية حاصلة على تعليم نظامي رسمي، نجد أنفسنا متروكين للتأمل في الحدود المتأرجحة للجنسانية بوصفها "أداة للحراك الاجتماعي".
تتحاح الفرصة لتحولات النقد التأملي الذاتي تلك في "CORPONOMY" ، وهي محاضرة استعراضية تعد أرشيفًا لأعمال جاكسون خلال الفترة من 2009 وحتى 2017. يُركز كل عمل من هذه الأعمال على ظاهرة معينة لعمالة الرقص موضوعة داخل الهيكل الجنساني العرقي الفلبيني لتُظهر الباليه، الرقص على العمود، رقص الماتشو، عمل الاستضافة للمهاجرات الفلبينيات في الملاهي الليلية اليابانية، العمالة المسرحية التي ترتدي ملابس شخصيات "بيضاء الثلج" في ديزني لاند في هونج كونج والتي تنتقي الممثلين الفلبينيين المهاجرين للقيام بأدوار المخلوقات التي مع بيضاء الثلج ولكنها تستبعدهم من دور بيضاء الثلج. ترقص جاكسون بجانب عرض شرائح محاضراتها مع جدية تقديم تفسير للمؤتمر وتأثير فكاهي بعض الوقت. وفي لحظة ما تلصق زوج من الأحذية ذات كعب عال في قدميها وتؤدي حركات دوران حول حوضها وعلى الجدار مع وجه متجهم بمبالغة، والمزامنة مع فيديوهات تسخين للباليه ورقص على العمود أثناء إذاعة أغنية " I Just Don’t Know What to Do with Myself" الحزينة لداستي سبرينجفيلد في السماعات.
عند فتح أرشيف البحث المحتوي على فيديوهات التدريب الخاصة بالفنانة، كشفت محاضرة "CORPONOMY" طبقات مختلفة متضمنة في كل تحول لدور من الأدوار المعروضة. وكان العامل المشترك في تلك الطبقات هو الرابطة مع التعلم والجلية في المشاهد المصورة السخية في الفيديوهات التجريبية مع معلمي جاكسون والمتعاونين معها، علاوة على العناية الأكاديمية التي تسمي بها التعريفات والمصادر التصورية. يشحذ هذا التقدير والحساب لاقتصاديات العمل الحميمي وتكاليفه وعطاياه التناقضات المثيرة لعمل جاكسون: فيما بين الأشكال الممكن تمييزها ومعناها المقبول وقيمتها والجسد المتعرق اللاهث في العمل أمامها.
[1] Ho, P. (2017)."Conversation with: ‘Macho Dancer’ Eisa Jocson," The A-List Singapore. Retrieved from http://a-list.sg/conversation-with-macho-dancer-eisa-jocson/
[2] Jocson, E. (2018). “2017 Corponomy, A Performance Lecture.” Eisa Jocson. Retrieved from https://eisajocson.wordpress.com/works/2017-corponomy-a-performance-lecture/
[3] ibid.
إن أنجلين دي ديوز
مصورة فوتوغرافية ثقافية تركز أعمالها على مواطن التقاء الموسيقى مع الهجرة والحركة والمختبر الثقافي الإبداعي. تعمل حاليًا كأستاذة مساعدة لدى قسم الدراسات الثقافية بجامعة لينجنان، كما أنها محرر مشارك في "
Handbook of Geographies of Creativity" (إدوارد الجار، 2020). بالتوازي مع عملها الأكاديمي تعد أنجلين راقصة صوتية تتعاون مع فنانين ومعلمين في سياق عروض مرتجلة في مانيلا وسنغافورة وهونج كونج.