أهلاً ومرحبًا بكم في برنامجنا نصف الشهري لعشاق السينما "نادي السينما"، وهو برنامج للأفلام مُصمم ليدعوكم لاستكشاف حُقب زمنية أو فنون أو موضوعات. يُقدم كل الأفلام عالم السينما بيتر سكارليت وسَيَلي العروض نقاش مفتوح مع الأطعمة والمشروبات. سوف نبدأ هذ المشروع الجديد بست أفلام لصُناع أفلام ألمان من ذوي السير المهنية الناجحة في هوليود.
بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة بعثة إلى دولة الإمارات والمعهد الثقافي الإيطالي بأبوظبي.
عندما تحدثت هوليود بلكنة ألمانية: مخرجون ألمان على شواطئ المحيط الهادي
وصل مواطنون من فيينا مثل يوزيف فون شتيرنبرج وإيريش فون شتروهايم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شبابهم ليكوِّنوا بعد فترة سيرة مهنية فنية مذهلة في هوليود كمخرجين. ساهم الأولان في شهرة صُناع الأفلام الألمان الذين تمت دعوتهم في عشرينيات القرن الماضي للعمل هناك مثل إرنست لوبيتش وإف فى مورناو. حذى النجاح الكبير لملحمة لوبيتش التاريخية المبدعة بعنوان "مدام دو باري" (1919)، و"حُب الفرعون" (1922) والكوميديا المُعقدة مثل "الدمية" (1919) بالنجمة ماري بيكفورد لدعوته إلى لوس أنجلوس في العام 1923. إلا أن فيلم "روزيتا" (1923) الذي أنتجاه سويًا لم يُرضِ أيًا منهما، ومع ذلك واصل لوبيتش إخراج العديد من روائعه الفنية في الولايات المتحدة مثل (مشكلة في الجنة، نينوتشا، المتجر الذي على الناصية، أكون أو لا أكون)، علاوة على توليه لكل أعمال الإنتاج لدى شركة "باراماونت" الشهيرة.
كان فيلم "نوسفيراتو" لمورناو (إنتاج 1922) أول فيلم يُعالج موضوع مصاصي الدماء في السينما، وكانت الكثير من صور الفيلم لا تُنسى. أما فيلم "الرجل الأخير" (أُعيدت تسميته بالانجليزية ليصبح "الضحكة الأخيرة") من بطولة النجم إميل جانينجس فكان أحد أكثر عروضه التي لا تُنسى وكان نجاحًا عالميًا، كما كان فيلم "فاوست" المُقتبس عن مسرحية الشاعر جوته. مثَّلت دعوة مورناو للعمل في هوليود في العام 1926 تفويضًا لإنتاج صور "فنية"، فلم يفز فيلمه "شروق الشمس" بثلاث جوائز كبرى في أول جوائز للأوسكار، بل يُعد حتى اليوم أحد أعظم الأفلام على الإطلاق.
Menschen am Sonntag (الناس يوم الأحد)
المانيا، 1930، مدة العرض: 73 دقيقة. إخراج روبرت سيودماك وإدجار جي أولمار.
بقيادة اثنين من صناع الأفلام المبتدئين، ولكن لاحقًا مشهورين، ولم يبلغا حينها الثلاثين من العمر، وبدعم من موهبتين في مثل عمرهما ممن أصبحا لاحقًا فائزين بجائزة الأوسكار، وهما بيلي فيلدر وفريد تسينيمان، يرسم هذا الفيلم الرائع لوحة لبرلين التي لم يرها أحد من قبل. كان طاقم التمثيل مكونًا من أشخاص غير محترفين وصَوَّر أناس ضجروا من عملهم وصمموا على الاستمتاع بالحرية في عطلة نهاية أسبوع خصصوها لنزهة خلوية ولشرب البيرة والمغازلة. لم تُسلط الكاميرات على الأشخاص "العاديين" الذين ظلوا إلى حد كبير على طبيعتهم، إلا بعد ذلك بخمسة عشر عامًا وذلك مع حركة "الواقعية الجديدة" في إيطاليا. قدم هؤلاء البرلينيون قصة بسيطة مصورة بشكل جميل يمكن أن تمس أي شخص. كما قدموا هذا الفيلم، والذي حاز على شعبية كبيرة وعُرض في كل أنحا ألمانيا، كنموذج مبكر جدًا لصناعة سينما مستقلة.
الولايات المتحدة، 1946، مدة العرض: 103 دقيقة. إخراج: روبرت سيودماك. تمثيل: بورت لانكاستر، أفا جاردنر، إدموند أوبرين، ألبرت ديكر، سام ليفين.
فيما بين 1930 ووصوله إلى الولايات المتحدة، كان روبرت سيودماك قد أخرج أكثر من عشرة أفلام روائية في كل من ألمانيا وفرنسا. تعتبر العشرة أفلام التي تنتمي لما يسمى بالسينما السوداء (فيلم نوار) والتي أنتجها لدى استديوهات "يونيفرسال" في منتصف الأربعينيات من ضمن أقوى الأمثلة على هذا اللون الفني من الأفلام، كما يعتبر فيلمه هذا والمقتبس من قصة قصيرة لإرنست هيمنجواي أحد أفضلهم على الإطلاق. في هذا الفيلم يظهر سفاحان أثناء مأدبة عشاء ببلدة صغيرة ويعلنان أنهما يريدان قتل حارس محطة الغاز الذي يطلقان عليه إسم "السويدي". وعندما يعلم الحارس (يقوم بدوره بيرت لانكستر بامتياز مع انه أول أفلامه) أنه مستهدف لا تبدو عليه المفاجأة ولا يبدي أي اهتمام بمحاولة الهرب، فيقتله السفاحان ويبدأ الفيلم في عرض السبب. ووفقًا للقول المأثور "ابحث عن المرأة"، يقودنا الطريق إلى امرأة جميلة اسمها كيتي كولينز وهي من خان السويدي. إن هذه الحبكة مناسبة تماما لتلك الحقبة الزمنية التي أُنتج فيها الفيلم حيث يجعل الفيلم من كولينز المسؤولة عن موت البطل.
إنه بيتر سكارليت، من سكان حي ميدتاون في مانهاتن. أخرج مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي، الأول في الولايات المتحدة على مدار 19 عامًا. كما عمل كمدير عام " Cinemathèque Française" في باريس، ومهرجان "تريبيكا" السينمائي في نيويورك، ومهرجان "مار ديل بلاتا" السينمائي في الأرجنتين، ومهرجان أبوظبي السينمائي. عمل كذلك كعضو في لجان تحكيم بمهرجانات سينمائية في أكثر من 25 مدينة. منحته وزارة الثقافة الفرنسية وسام الآداب والفنون.
عندما تحدثت هوليود بلكنة ألمانية: مخرجون ألمان على شواطئ المحيط الهادي
وصل مواطنون من فيينا مثل يوزيف فون شتيرنبرج وإيريش فون شتروهايم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شبابهم ليكوِّنوا بعد فترة سيرة مهنية فنية مذهلة في هوليود كمخرجين. ساهم الأولان في شهرة صُناع الأفلام الألمان الذين تمت دعوتهم في عشرينيات القرن الماضي للعمل هناك مثل إرنست لوبيتش وإف فى مورناو. حذى النجاح الكبير لملحمة لوبيتش التاريخية المبدعة بعنوان "مدام دو باري" (1919)، و"حُب الفرعون" (1922) والكوميديا المُعقدة مثل "الدمية" (1919) بالنجمة ماري بيكفورد لدعوته إلى لوس أنجلوس في العام 1923. إلا أن فيلم "روزيتا" (1923) الذي أنتجاه سويًا لم يُرضِ أيًا منهما، ومع ذلك واصل لوبيتش إخراج العديد من روائعه الفنية في الولايات المتحدة مثل (مشكلة في الجنة، نينوتشا، المتجر الذي على الناصية، أكون أو لا أكون)، علاوة على توليه لكل أعمال الإنتاج لدى شركة "باراماونت" الشهيرة.
كان فيلم "نوسفيراتو" لمورناو (إنتاج 1922) أول فيلم يُعالج موضوع مصاصي الدماء في السينما، وكانت الكثير من صور الفيلم لا تُنسى. أما فيلم "الرجل الأخير" (أُعيدت تسميته بالانجليزية ليصبح "الضحكة الأخيرة") من بطولة النجم إميل جانينجس فكان أحد أكثر عروضه التي لا تُنسى وكان نجاحًا عالميًا، كما كان فيلم "فاوست" المُقتبس عن مسرحية الشاعر جوته. مثَّلت دعوة مورناو للعمل في هوليود في العام 1926 تفويضًا لإنتاج صور "فنية"، فلم يفز فيلمه "شروق الشمس" بثلاث جوائز كبرى في أول جوائز للأوسكار، بل يُعد حتى اليوم أحد أعظم الأفلام على الإطلاق.
Die Puppe (الدُمية)
ألمانيا، 1919، مدة العرض: 66 دقيقة. إخراج إرنست لوبيتش. تمثيل: أوسي أوسفالدا
يبدأ هذا الفيلم الكوميدي المرح والمُنسق بشكل جيد والمُقتبس من قصة لإي تي إيه هوفمان مُظهرًا لوبيتش بنفسه يرتب الإكسسوارات والدُمى على المسرح، ثم يأخذ المشهد المشاهدين من النماذج إلى المباني الحقيقية وتتحول الدمى إلى ممثلين. يتواصل لانسلوت، وهو شاب جبان وخجول حصل على ثروة من عمه المستبد، مع هيلاريوس الذي يصنع له دمية بحجم إنسان عبارة عن نسخة من إبنة هيلاريوس الجميلة، والتي يمكن للانسلوت أن يتزوجها، حيث يجمع المهر ويخبئ الدمية في العلية. إلا أن كل شيء يفشل، فالفتاة الحقيقية تحل محل الدمية الآلية، وتُجبر على الاستمرار في تقليد الدمية.
To be or not to be (أكون أو لا أكون)
الولايات المتحدة، 1942، مدة العرض: 109 دقيقة. إخراج إرنست لوبيتش. تمثيل كارول لومبارد وجاك بيني وروبرت ستاك.
احتل النازيون بولندا في بداية الحرب العالمية الثانية. وأٌجبرت مجموعة من الممثلين من مدينة وارسو يقودهم جوزيف وماريا تورا ( يقوم بدورهم جاك بيني وكارول لومبارد) على ترتيب عرض قصة "هاملت" بدلاً من مسرحيتهم الكوميدية المخطط عرضها عن هتلر والتي تم شطبها. هرب ملازم شاب من القوات الجوية البولندية إلى إنجلترا وكشف عن قائمة بالهويات السرية لمقاتلي المقاومة البولندية لزميل يثق به. إلا أنه تبين أن زميله خائن وعميل للنازيين، وهتلر الآن في وارسو.
تمكن هذا الفيلم الرائع من أن يصبح فيلم إثارة محموم وكوميديا تميتك من الضحك، ليجمع ممثل إذاعي كوميدي شهير كان ظهوره السينمائي نادرًا، وهو جاك بيني، مع أعظم نجوم الكوميديا الحلزونية، وهي كارول لومبارد في آخر ظهور سينمائي لها والذي سبق وفاتها في عمر الرابعة والثلاثين وذلك في حادث سقوط طائرة.
Nosferatu, Eine Symphonie des Grauens (نوسفيراتو: سيمفونية رعب)
1922، مدة العرض: 95
دقيقة، إخراج إف في مورناو، تمثيل: ماكس شريك، جوستاف فون فانجينهايم، جريتا شرودر. الموضوع الأصلي للإصدار الأولي للفيلم: هانس إردمان
هذا هو أحد أكثر الأفلام الصامتة شهرة وتأثيرًا وهو يصف رحلة موظف مبيعات عقاري ألماني يجبره رئيسه على ترك زوجته والسفر إلى ترانسلفانيا في الجزء الآخر من العالم حيث يقابل الكونت أورلوك وهو شخصية ذات قوى فوق طبيعية (أُجبر مورناو على تغيير أسماء الشخصيات وذلك لأنه اقتبس رواية برام ستوكر الانجليزية بعنوان "دراكولا" بدون الحصول على إذن بذلك، فأطلق بالتالي على "دراكولا" إسم "أورلوك"). بعدها يأتي الكونت لزيارة العقار الذي حازه بعد رحلة على متن سفينة وقع كل طاقمها ضحايا للجرذان التي نفهم أنها كانت بصحبة أورلوك على الرغم من عدم رؤيتهم سويًا. عندما ترسو السفينة في بلدة على بحر البلطيق (ربما بريمين)، ينتج عن ذلك وصول الطاعون إلى تلك البلدة المنكوبة وهو ما يظهر في الانتشار الحتمي للموت وظهور التوابيت في كل مكان. وفي النهاية ينتهي مصاص الدماء، او لاينتهي. لقد نتج عن عروض نوسفيراتو في السنوات الأخيرة أن بعض المشاهدين كانوا مرعوبين مثلما كان المشاهدين الأوائل للفيلم، بينما وجد آخرون بعض تأثيرات الكاميرا في الأجزاء الأولى من الفيلم سببًا للقهقهة وذلك كونها معقدة ومملة بشكل مبالغ فيه. لكن من من جمهورنا في أبو ظبي سيشاهد الفيلم منذ أن بدأنا نشهد بأنفسنا وباءً خاص بنا (الكورونا)؟
Sunrise (شروق الشمس)
الولايات المتحدة الأمريكية، 1927، مدة العرض: 93 دقيقة. إخراج إف فى مورناو. تمثيل: جانيت جاينور، جورج اوبرين.
كان العنوان الأصلي للفيلم وقت صدوره هو "SUNRISE: A SONG OF TWO HUMANS" (شروق الشمس: أنشودة اثنين من البشر)، وقد فاز أول فيلم أمريكي لمورناو على ثلاث جوائز أوسكار على الأقل، وهي جائزة افضل صورة وأفضل ممثلة وأفضل تصوير سينمائي (شارلز روشر وكارل شتراوس). يُعد الصدام بين القيم الريفية والحضرية موضوع شائع في السينما الأمريكية، ولكنه لم يُصور في اي فيلم آخر كما في هذا الفيلم. تُهدد بائعة هوى سعادة زوجين قرويين وتُقنع الزوج الريفي الأخرق بقتل زوجته، إلا أن محاولته تفشل، ويسافر الزوجان إلى المدينة ويبدو أنهما يقعان في الحب مرة أخرى. إلا أنه أثناء رحلة عودتهما على متن قارب، تثور عاصفة هوجاء. وهنا نرى إتقان مورناو للكاميرا المتحركة كأحد العناصر الرائعة في عمله الذي لايزال مؤثرًا حتى اليوم.
يركز الجزء الثاني من هذه السلسلة على أربعة من صُناع الأفلام الألمان، وهم ماكس أوفولس وفريتس لانج ودوجلا سيرك وروبرت سيودماك، وهم يحاولون الوصول إلى هوليود بعدما أُجبروا على ترك ألمانيا تحت حكم هتلر. لذا عملوا أثناء محاولتهم الوصول إلى هوليود في أماكن أخرى في أوروبا، إلى أن شقوا طريقهم أخيرًا إلى الولايات المتحدة وأنتجوا هناك أفلامًا لاتُنسى.
M
ألمانيا، 1931، مدة العرض: 110 دقيقة، إخراج: فريتس لانج. تمثيل بيتر لور، إلين فيدمان، جوستاف جروندجنس.
بعد نجاحه الواسع مع أفلام الإثارة الحضرية مثل الدكتور مابوز واستكشاف مدينة في المستقبل تُعرف بإسم "متروبوليس" (مستوحاة من زيارته السابقة لنيويورك)، تحول فريتس لانج وزوجته وكاتبة سيناريو أفلامه تيا فون هاربو إلى استكشاف النفسية المأسوية لشخص يعيش في مدينة معاصرة يتصادف كذلك أن يكون قاتل أطفال متسلسل. انطلاقًا من قضية حقيقية لقاتل لم يزل طليقًا، اختار فريتس وزوجته بيتر لور لبطولة الفيلم، وهو ممثل مسرحي لم يظهر أبدًا في السينما، فكانت النتيجة أحد الأفلام السينمائية التي لا تُنسى وبطل مخيف للفيلم كانت جرائمه من البشاعة لتجعل كل من الشرطة وعالم المجرمين، بهدف تجنب المزيد من نشاط الشرطة ضدهم، يتحدان لتعقبه. أما البطل بيتر لور فيكافح ضد مصيره، مثله مثل أبطال كل أفلام هذا المخرج العبقري تقريبًا.
Fury (الروح المنتقمة)
الولايات المتحدة الأمريكية، 1936، مدة العرض: 92 دقيقة. إخراج فريتس لانج. تمثيل سبنسر ترايسي، سيلفيا سيدني.
عندما عرض جوبلز (وزير دعاية هتلر) على فريتس لانج تولي مسؤولية صناعة السينما بأكملها في ألمانيا النازية، استقل فريتس لانج أول قطار متجهًا نحو الغرب وهرب. أخرج لانج فيلمًا واحدًا في باريس، ولكنه واصل طريقه نحو هوليود، حيث نجح بعد عدة سنوات من التسكع بين الاستديوهات في إيجاد مشروع فيلم. يركز فيلمه على سجين مُتهم ظُلمًا ينجو من هجوم عصابة إعدام. تمثل كراهيته الانتقامية من جموع الناس العاديين أحد أقوى المقولات السياسية في أي فيلم أمريكي ليثير الذهول حتى اليوم، بما أنه من إنتاج MGM، مصنع أحلام هوليود البراق.
LIEBELEI (مغازلة)
ألمانيا، 1933، مدة العرض: 88 دقيقة، إخراج: ماكس أوفولس. تمثيل ماجدا شنايدر، باول هوربيجر، لويزا أولريش، جوستاف جروندجنز.
في فيينا قبل الحرب العالمية الأولى يقابل ضابطان فتاتين جميلتين (إحداهما ماجدا شنايدر، والدة رومي شنايدر) عندما يسقطان نظارتين من نظارات الأوبرا من شرفة المشاهدة. يُعد الفيلم أحد القصص الرومانسية الشهيرة في السينما وهو مقتبس من قصة لأرتور شنيتسلر المعروف بمسرحيته بعنوان "LA RONDE" (والتي حولها أوفولس كذلك إلى فيلم في فرنسا بعدها بعقود) عن اللقاءات الجنسية التي لا تنطوي على الحُب. في هذا الفيلم يُصور أوفولس المعروف بمهارته في استخدام الكاميرا دائمة التحرك قصة حُب مؤثرة للغاية.
LETTER FROM AN UNKNOWN WOMAN (رسالة من امرأة مجهولة)،
لولايات المتحدة الأمريكية، 1948، مدة العرض: 87 دقيقة، إخراج ماكس أوفولس. تمثيل: جوان فونتين، لويس جوردان،
بعد عرض مسرحية "LIEBELEI" (المغازلة)، أصبح أوفولس مُطاردًا وأخرج أفلامًا في فرنسا وإيطاليا وهولندا على مدار أكثر من عقد من الزمان. وعندما وصل أخيرًا إلى هوليود كانت أول تجاربه غير سعيدة. ولكن عندما مرت أمام الممثلة الحاصلة على جائزة أوسكار جوان فونتين رواية لشتيفان تسفايج دارت أحداثها في فيينا في القرن التاسع عشر، تواصلت جوان مع جون هاوسمان الذي أنتج "المواطن كين" لأورسون ويليس. وذكَّرت أحداث راوية تسفايج الدائرة في فيينا جون هاوسمان بولعه بفيلم "المغازلة" لأوفولس مما قاده إلى توظيف أوفولس لإخراج "رسالة من امرأة مجهولة". كتب السيناريو أحد معارف ويليس وهو هوارد كوخ. كما وأحضر أوفولس معه فرانس بلانر وهو مخرج الفوتوغرافيا لفيلم "المغازلة". تدور قصة الفيلم حول امرأة تسرد لقاءاتها الثلاثة مع رجل (لويس جوردان)، الذي قابلته للمرة الأولى وهي مراهقة ومرت معه بعلاقة لمدة ليلة واحدة بعدها بسنوات. ويمر الزمن وتكتب له رسالة لتروي حكايتها، إلا أنه بالطبع لا يتذكرها. تنقل مشاهد أوفولس المتلاحقة كل من البهجة والأجواء الحلوة المرة لهذا العمل الأدبي الذي يفطر القلب.
SCHLUSSAKKORD (الوتر الأخير)
ألمانيا، 1936، مدة العرض: 100 دقيقة، إخراج دوجلاس سيرك، تمثيل: ويلي بيرجل، ليل داجوفر، ماريا تاسنادي فيكيت.
أول ميلودراما ونجاح باهر لصانع الأفلام اللامع الذي أصبح أستاذ هذا اللون الفني. تُجبر امرأة فقيرة على التخلي عن طفلها للتبني وتصحب زوجها عديم الجدوى إلى نيويورك. ولكن عندما يقتل الزوج نفسه بالرصاص، تضطر الزوجة للعودة إلى ألمانيا حيث تحصل على وظيفة للعناية بطفل مُتبنى للسيد جرافينبرج وهو قائد أوركسترا سيموفني شهيرة (بيرجل)، لزوجته (ليل داجوفر) علاقة عاطفية سرية مع رجل مخادع يشتغل بالتنجيم. يتضح أن ابن قائد الأوركسترا هو ابن هذه السيدة ويتضح أن السيمفونية التاسعة لبيتهوفن التي سمعتها في نيويورك كانت من قيادة جرافينبيرج. يجعل امتزاج الموسيقى مع الصدفة والدراما المشاهدة أخاذة.
بعد إخراج فيلم واحد في هولندا، بدأ سيرك سيرته المهنية الطويلة بالولايات المتحدة في 1943، وبغض النظر عن زوجته اليهودية، تمكن من مواصلة العمل في "الرايخ الثالث" لمدة أطول من أي من زملائه.
Imitation of life (تقليد الحياة)
الولايات المتحدة، 1959، مدة العرض: 125 دقيقة. إخراج: دوجلاس سيرك. تمثيل: لانا تورنر، جون جافين، سوزان كونر، ساندرا دي، جوانيتا مور.
لورا ميريديت (تمثل دورها تورنر) ممثلة فقيرة ولها ابنة تبلغ من العمر ست سنوات تُدعى سوزي. تقوم لورا بتوظيف أني جونسون للعناية بابنتها، وجونسون هذه امرأة سوداء فقيرة (تمثل دورها مور) لديها إبنة أكبر قليلًا من ابنة ميرديت اسمها ساره جين. تمر السنوات وتصبح لورا نجمة برودواي، بينما تحاول أني التعامل مع ابنتها فاتحة البشرة (سوزان كونر بأداء متميز) وهي تريد أن تبدو كما لو أنها فتاة بيضاء. أما لورا فتحاول، وهي متناسية للميزة التي منحها إياها عرقها الأبيض، أن تبدو كأنها سعيدة. وُصف هذا الفيلم المميز والحزين بأنه أقسى فيلم أُنتج عن التمييز في أمريكا. وكان أكبر نجاح لشركة "يونيفرسال ستوديوز" لسنوات حتى إنتاج فيلم "الفك المفترس". ولكن سيرك تقاعد وعاد لألمانيا بعد إنتاج "تقليد الحياة"، حيث عاش ليرى سمعة الميلودراما الخارجة عن المألوف الخاصة به تصبح محط أنظار وانتباه جاد للجيل الجديد من صُناع الأفلام وعلى رأسهم راينر فيرنر فاسبيندر.