آثار التراث الألماني في لبنان
"كلّ شيء نظيف لدرجة التوهّج واللمعان." فنادق ومطاعم بإدارة ألمانية في لبنان

بلايخ، غاسمان، أونجر. لكلّ مَن يهمّه تتبّع آثار وجود الألمان في لبنان، سيقع حتمًا على أسماء هذه العائلات العريقة الثلاثة التي عُرفت حتّى خارج حدود "المستعمرة الألمانية" في النصف الأول من القرن العشرين، حيث كانت تملك وتدير أفضل فندقين في المدينة، فندقين استقبلا الكثير من النزلاء الأوروبيين، والسبب يعود إلى موقعيهما الملائمَين للمسافرين. كما استُخدمت قاعات الفندقين كمراكز للقاءات "المستعمرين الألمان" قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.
فندق Hotel Allemand، ويُعرف أيضًا باسم Deutscher Hof- كان هذا الفندق يقع قرب الميناء القديم وتديره العائلتان "بلايخ" و"أونجر"، وكان يضمّ مقهى "كافيه بلايخ" والحديقة التابعة له. وفي صيف 1899، نزل الكاتب الألماني كارل ماي في فندق Allemand وكتب:

أمّا الفندق الثاني الذي كان بإدارة الألمان أيضًا فهو فندق غاسمان (Gaßmann). وقد كتب الصحافي والكاتب والرحّالة بول ليدنبيرغ الذي كان يقيم في بيروت قرابة العام 1900 تمامًا مثل كارل ماي ما يلي:
وما من أثر اليوم لفندق غاسمان سوى على البطاقات البريدية التاريخية أيضًا، وكان يقع على مقربة من فندق Allemand قُبالة سوق الجميل. ويُقال إن الرابطة الألمانية اجتمعت في غرف فندق غاسمان ذات مرّة. وعلى بطاقة بريدية مأخوذة من نادي الرابطة الألمانية يظهر فندق آخر لم يعد له وجود هو أيضًا على الأغلب.
أمّا قيصر فيلهلم، فلم ينزل في أي من هذين الفندقين خلال زيارته، بل فضّل المكوث في سفينته"أم أس هوهنتسولرن" الراسية في الميناء.
وخارج بيروت، كان هناك على الأقلّ فندقان بإدارة ألمانية: ففي دليل Meyer السياحي نسخة عام 1907 عن فلسطين وسوريا، يُشار إلى وجود فندق Allemand آخر في بعلبك بإدارة السيدة م. زابف. وبعد عدّة سنوات، تحدّث الدكتور فيلهلم هيس عن هذا الفندق في مذكّراته، وهو الذي كان يجول على المستشفيات في سوريا خلال الحرب العالمية الأولى، فعبّر تحديدًا عن دهشته لرؤية أحجام البقّ في الأسرّة في فندق السيدة زابف، وأخذ عيّنة للاحتفاظ بها في عيادته. وبالتالي، يمكن الجزم أن النظافة لم تكن الشاغل الأول بالنسبة إلى مالكي هذا الفندق.
