الموروث الثقافي في غزة
يوجد في قطاع غزة العديد من المباني التاريخية التي يرجع بناء بعضها إلى عصر المماليك والعثمانيين . تتواجد أغلبيتها بالاحياء التاريخية القديمة بمدينة غزة وبالرغم من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالمنطقة، فإن هذه المباني تعزز عنصري الهوية والاستمرارية إلا أنها مهددة بالانهيار أو الهدم والاسباب وراء ذلك معقدة للغاية: قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية و أسرعها نموا ديموغرافيا حول العالم، مما يجعل أزمة السكن في تصاعد.
بالاضافة إلى ذلك، تدني الوعي الثقافي عند المجتمع الفلسطيني فإن الحفاظ وإعادة ترميم و تأهيل التراث العمراني الثقافي يستوجب اتخاذ التدابير الحضرية ، الموارد المالية أو التمويل وكذلك متخصصين مؤهلين .
بيت الغصين : أطلال على شكل كتب تاريخية صامتة
خلال رحلة إلى قطاع غزة سنة 2018، قمنا بزيارة البلدة القديمة لمدينة غزة برفقة المهندسة نشوى الرملاوي، التي تعمل لدى المؤسسة الشريكة إيوان. لفت انتباهنا بيت بين الركام ولكن بالرغم من ذلك كان في غاية الروعة وهو البيت السابق لعائلة الغصين الذي تم تشييده سنة 1800 تقريباً ومعروف حالياً باسم العائلة التي تمتلكه. تروي نشوى الرملاوي :"كان القنصل البريطاني يقطن بالبيت مع عائلته خلال الانتداب البريطاني على فلسطين."بما أن سقف البيت والطابق العلوي منهارين، فقد تم الكشف عن هيكل البناء وعن حرفية البناء التقليدية .فهو يمثل نموذجا مميزاً للبناء الاحتوائي التقليدي، الذي كان معتمداً في العادة بغزة قرابة سنة 1800. هذه الرؤية لفتت انتباهنا وهكذا بدأنا بتصميم آلية للحفاظ على هذا الصرح الاثري.
تقدمنا في سنة 2019 بطلب لإعادة ترميم وتجديد بيت الغصين وبالتالي للحفاظ على التراث الثقافي، ومنذ بداية 2020 بدأ معهد غوته بالتعاون مع المؤسستين الشريكتين رواق وإيوان بتنفيذ هذا المشروع بفضل الدعم من برنامج الحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الألمانية. الهدف من هذا المشروع هو الحفاظ على الموروث الثقافي لبيت الغصين و ميزاته المعمارية، وكذلك إنشاء نقطة التقاء للساحة الفنية المحلية بين جدران بيت الغصين بعد إعادة ترميمه وتجديده.
سلسلة صور بيت الغصين بعد انتهاء الترميم:
سلسلة صور بيت الغصين اثناء الترميم: