استعادة و تجلي: اختتام برنامج صندوق الإنتاج لتحويل السودان
شهد حفل ” استعادة و تجلي “ الختام الكبير لصندوق الإنتاج لتحويل السودان ، وهو برنامج دعم الفنانين السودانيين على مدى السنوات الخمس الماضية في خلق روايات ثقافية مؤثرة وتعزيز القدرة على الصمود من خلال الفن. أقيمت الفعالية في ثلاثة أماكن شهيرة في القاهرة - درب 1718، ومركز التسامح ومعهد جوته - واحتفلت بالإنجازات الإبداعية لسبعة فائزين في صندوق الإنتاج 2024 تحت شعار ” ما بعد التحول“ : استعادة السرديات.
تم تسليط الضوء على رحلة صندوق الإنتاج في حفل الافتتاح في اليوم الأول في درب 1718. عرض المعرض أعمال الفائزين في عام 2024 إلى جانب كتيبات وهدايا تشرح بالتفصيل تاريخ البرنامج على مدى خمس سنوات والسير الذاتية للمشاركين فيه. افتتحت الأمسية بجلسة تفاعلية بقيادة متشي وفنانين من مشروع مانفستو الشعب، حيث تم التركيز على الفن كوسيلة للمقاومة والتعافي. اختتم اليوم بمراسم احتفالية وإزاحة الستار رسميًا عن المشاريع، مما مهد الطريق للاحتفال الذي استمر ثلاثة أيام.
بدأ اليوم الثاني في مركز التسامح ببرنامج حيوي للعائلات والأطفال، تضمن جلسات رواية القصص والألعاب التفاعلية والعروض الموسيقية الآسرة. أعقب ذلك جلسة نقاشية بعنوان ” الحكي والذاكرة“، حيث شارك الفائزون أحمد المصطفى وسيزا سوركاتي وعبد الغني كرم الله مقارباتهم في ربط الذكريات الشخصية والجماعية من خلال الحكي و السرد. وقد سلطت مناقشتهم الضوء على أهمية الحفاظ على الروايات في خضم النزوح، حيث قدموا تجربة صادقة وشاملة للحضور من جميع الأعمار.
اختُتم البرنامج في معهد جوته بجلسة نقاشية مثيرة للتفكير أدارتها سارة الحاج الحسن. شاركت الفنانون ريم الجعيلي وعماد بابو تجربتهما في التكيف الإبداعي أثناء الحرب والعمل بشكل تعاوني في ظل ظروف صعبة. كما قدم المدير الثقافي خالد علي رؤى حول كيفية تعامل الفنانين مع السياقات الثقافية الجديدة والتفاعل مع المجتمعات المضيفة بفعالية. اختتمت الفعالية بأداء موسيقي مؤثر للفنان الفاتح محمد عبد الله (زولو)، الذي جسدت أعماله موضوع الفعالية من خلال الاحتفاء بالتنوع الثقافي الغني في السودان وتسليط الضوء على دور الفن في التحول المجتمعي.
لم تكن فعالية ” استعادة و تجلي “ احتفاءً بالمواهب الاستثنائية التي يدعمها صندوق الإنتاج فحسب، بل كانت أيضًا شهادة على الإرث الأوسع للبرنامج. على مدى خمس سنوات، مكّن صندوق الإنتاج ” تحويل السودان“ الفنانين من استعادة رواياتهم وتضخيم أصواتهم، مما يدل على الدور الحاسم للفن في تعزيز المرونة والتواصل في أوقات الشدائد. وقد لخص هذا الحدث الختامي جوهر البرنامج، تاركاً أثراً دائماً على الفن السوداني ودوره في تشكيل الحوارات الثقافية التحويلية.