بوضوح: فائق لحدود البشر   كيف تنشيء تطبيقًا إلكترونيًا دون كتابة سطر كود واحد

تكاد من فرط سهولتها تناسب الأطفال: إنشاء مواقع إلكترونية بطريقة لعبة
تكاد من فرط سهولتها تناسب الأطفال: إنشاء مواقع إلكترونية بطريقة لعبة الصورة (مقطع): بيكتشر أليانز/ فيست إند61 | زيرو كرييتيف

تستطيع آية ياف كتابة أكواد إلكترونية – ورغم ذلك تسعد بكونها جزءًا من حركة-بلا-كود، لماذا تزداد شهرة هذه الحركة دومًا، وأي مزايا يعد المبرمجون والمبرمجات منها، هذا ما توضحه لنا آية ياف في عمودها الصحفي.

في عمر الثامنة عشر جاءتني فكرة تطبيق إلكتروني، كان ذلك يعنى أنه عليّ إتقان البرمجة لتنفيذها، وسوف يكلفني هذا الإجراء وحده عدة سنوات، حاولت إذن العثور على شخص يذهب من أجلي بالتطبيق سريعًا ودون تعقيد إلى السوق، ثم أصبح معنى هذا أنني سوف أحتاج على الأقل ١٠ آلاف يورو كي يمكنني تكليف مبرمج أو مبرمجة للقيام بذلك، اخترت وقتها ترك فكرتي لأني لا أملك لا الخبرة ولا الأموال اللازمة، قررت أن أمضي قدمًا في الطريق الطويل – وأعلم نفسي البرمجة ذاتيًا بالتدريج، كي أتمكن من تطبيق فكرتي بنفسي خلال عدة سنوات.
 
يبدو الموقف اليوم مختلفًا لمن لا يستطيع البرمجة ولا دفع أموال المبرمجين: تختص حركة-بلا-كود بإنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات دون الاضطرار لكتابة سطر كود واحد، يعمل المرء بوحدات بناء يضيفها بواسطة تكنيك السحب والإنزال (Drag-and-Drop) ويصمم بنفسه تطبيق أو موقع إلكتروني، العملية بأكملها لها مزايا متعددة، يسألني كثير من الناس إذن ولديهم حق إن كان الأمر لا زال يستحق تعلم الأكواد – أم أنه ليس الأسهل استخدام خدمات بلا-كود.
  

إنشاء صفحة خلال بضع ساعات

ما ألاحظه: نصل حاليًا إلى نقطة تحول في الحركة أصبح فيها نضج وقبول المنصات التي تقدم هذه الخدمات أكبر من مجرد موضة عابرة بل تحول لشيء عظيم قادم يعتبر بطبيعة الحال على بعد خطوة واحدة فقط من أن يصبح هو الشكل المعتاد، أرى في الوقت الحالي مؤسسين كثيرين في المشهد التقني ينشئون بالفعل بأنفسهم إصداراتهم الأولى من تطبيقاتهم أو مواقعهم الإلكترونية عن طريق استخدام صفحات مثل كارد  (Carrd)، بابل (Bubble) أو تيبل2سايت (Table2site) رغم أنهم يجيدون البرمجة، في حين تطالب هذه المنصات مستخدميها ومستخدماتها التعامل بشكل مستقل مع فاعلية وظائفها إلا أن هذه العقبة بسيطة بالنسبة لأغلب الناس، يُعجب المستخدمون والمستخدمات بإمكانية إنشاء صفحة دون تعقيد خلال بضعة أيام – بل ربما ساعات – (الكلمة المحورية: "رابيد-بروتوتيبنج" (Rapid-Prototyping) نماذج سريعة من البرمجيات)، وأن سعر الخدمات مناسب نسبيًا ومتاح للجميع، يسهل هذا التعاون مع المصممين والمصممات والمستثمرين والمستثمرات الذين يريدون رؤية نتائج سريعًا.  
 
تعد إمكانات منصات التطوير دون كود هائلة، إلا أن وظائفها وقدراتها لا زالت محدودة للغاية: تتميز في مجالات معينة مثل التحكم في البيانات واندماج-بيئة برمجة التطبيقات (API) إلا أنها لا تملك في معظم السيناريوهات الفاعلية الوظيفية الكاملة.
 

القفز من بلا-كود إلى كود-منخفض

بالضبط هنا يتألق المبرمجون والمبرمجات بمعارفهم لأنهم غير مقيدين بحدود المنصة الإلكترونية وبمقدورهم إعداد أنفسهم بأنفسهم بشكل مثالي لمواجهة مختلف السيناريوهات، لهذا السبب بالتحديد لا أحبذ نصح أحد بعدم تعلم البرمجة – أو حتى التوقف عن تعلمها، حتى لو امتلك المرء خبرة قليلة فقط فإنها تساعد بشكل هائل في الحصول على فهم عام عن التكنولوجيا وطريقة أدائها لوظيفتها، المعرفة سوف تساعد على الجرأة على القفز من بلا-كود إلى كود-منخفض والوصول إلى مراحل تأقلم لم تكن ممكنة من قبل في مجال البرمجة المرئية، إذ أنه سوف توجد دائمًا عوائق عند إنشاء شيء في بيئة برمجة مرئية.
 
إلا أنه يكفي لفاعلية وظائف كثيرة يتمناها المرء في العادة لنفسه عند إنشاء تطبيق أو موقع إلكتروني – ويُظهر نجاحات سريعة عندما يكون المرء تحت ضغط وقت، أحيي هذه الحركة لأننا ندعو الآن المزيد والمزيد من الناس إلى مواصلة التفكير تكنولوجيًا ونوفر لهم أدوات يستطيعون بها مساعدة أنفسهم ذاتيًا بدلا من الاضطرار لانتظار أحد، إنني، رغم قدرتي على كتابة الأكواد أسعد بكوني جزءًا من حركة بلا-كود.