٢٠.٠٢.٢٠٢٣

المدونون برليناله 2023  "استعارة ألبوم عائلي".. وتجربة الذاكرة الشخصية المشتركة في الفورم الممتد

الجمهور يستعير ذكريات في معرض تامر السعيد "استعارة ألبوم عائلي"
الجمهور يستعير ذكريات في معرض تامر السعيد "استعارة ألبوم عائلي" ©أحمد شوقي

في كل عام يختار قسم الفورم الممتد في برليناله مجموعة من الأعمال التي تمتزج فيها السينما بالأشكال الأخرى من الفنون، لتأخذ خطوات أبعد من الوسيط السينمائي في تعبير المبدع عن ذاته. الفورم الممتد اختار 11 عملًا فنيًا لبرنامج برليناله 73، من بينها ثلاثة لفنانين عرب: "الرفيق القائد، من الجميل أن أراك" للبناني وليد رعد، "على الشاطئ هنا" لياسمينا متولي المقيمة بين القاهرة وبرلين، و"استعارة ألبوم عائلي" للمخرج والفنان البصري المصري تامر السعيد. العمل الذي يمكن اعتباره دُرّة اختيارات هذا العام.

تابعت بشكل خافت حركة زائري الأعمال في "الحيّ الثقافي الأخضر الصامت"، الذي صار مركزًا لعروض وأنشطة قسمي الفورم والفورم الممتد. لألاحظ متوسط الوقت الذي يقضيه الزائر أمام كل عمل فني، لأجد أن أغلبية الحضور يجدون أنفسهم داخل عمل تامر السعيد، يتفاعلون معه فيصيرون جزءًا منه، محققين غرض الفنان المُعلن في العنوان "استعارة ألبوم عائلي".

عن إلهام ذاكرة الآخرين


يوضح السعيد في النص المرافق للعمل مصدر إلهامه: شقيقته التي اختفت فجأة في طفولته ولم يعرف إلا بعد سنوات حقيقة وفاتها، وكيف قام في الفترة بين رحيلها واكتشاف الحقيقة ببناء ذكريات تجمعهما معًا، ثم استعادها عندما شاهد لقطات عائلية للفنان اليوناني جورجيوس ريجوبولوس فوجد ما فيها من أماكن لم يزرها جزءًا من ذاكرته.

يدعونا الفنان جميعًا للانغماس في البحث عن إجابة للسؤالين: هل يمكن أن تكون ذكريات الآخرين جزءًا من ذاكرتنا؟ وهل يمكن أن نساهم جميعًا في بناء ألبوم صور عائلي واحد؟ جزء من المعرض عبارة عن ألبوم حيث يمكن للزوار إضافة الصور وذكرياتهم. في أعلى اليسار توجد الذكرى التي أضافها مدوننا أحمد شوقي إلى العمل الفني. جزء من المعرض عبارة عن ألبوم حيث يمكن للزوار إضافة الصور وذكرياتهم. في أعلى اليسار توجد الذكرى التي أضافها مدوننا أحمد شوقي إلى العمل الفني. | ©أحمد شوقي

خبرة تفاعلية

يتشكل "استعارة ألبوم عائلي" من عدة وسائط: أجهزة عرض لمشاهد فيديو عائلية، ألبومات شرائح تعرض صور فوتوغرافية يتخللها لقطات متحركة، والقطعة الأهم هي الطاولة التفاعلية التي يجلس عليها الزائر ليشارك في بناء العمل عبر الاختيار بين صور فوتوغرافية ولصقها داخل الألبوم وكتابة تعليق -وربما ذكرياته- عن هذه اللقطة التي يتحول مكانها من ذاكرة الفنان إلى ذاكرة الضيف، أو للدقة تصير ذكرى مشتركة تجمعهما وإن اختلف شعور كل طرف تجاهها.

لذلك لا تكتمل تجربة العمل إلا باستعمال الطاولة التفاعلية والمشاركة في عملية البناء الفعلية، أو على الأقل تصفح ما لصقه ودوّنه الزوار السابقون. وعندما قُمت باختيار صورة ولصقها وكتابة ذكرى شخصية عن تصفح صور التقطها جدّي في الجزائر خلال الستينات، أدركت مفارقة الذاكرة: خيال هش يستحيل الإمساك به أو التأكد من صحته، لكنه قوي قادر على جمع البشر وتوحيدهم، إن أرادوا.

المزيد من برلينال

Failed to retrieve recommended articles. Please try again.