جمع كورال المخيم الصيفي الأول لمباردة مدارس باش 27 طالباً ألمانياً و30 طالباً مصرياً سوياً.
موسيقى الكورال بين النخيل وحمام السباحة والأهرامات

قام الطلاب بزيارة الأهرامات للتعرف علي ثروات مصر بصورة أفض
©Goethe-Institut Kairo, Foto: Gregor Miklik

ردهة الفندق صاخبة، العديد من الأطفال والشباب يتعرفون على بعضهم البعض بينما ينتظر آخرون تجهيز غرفتهم، ويختبر البعض الآخر حمام السباحة ويرسل آخرين تحياتهم إلى ألمانيا عن طريق تطبيق الواتس أب.   
 

تم تعارف الطلبة المصريين والألمان فيما بينهم من خلال معسكر PASCH © ©Goethe-Institut Kairo, Foto: Gregor Miklik تم تعارف الطلبة المصريين والألمان فيما بينهم من خلال معسكر PASCH ©Goethe-Institut Kairo, Foto: Gregor Miklik
تجمع 27 طالباً وطالبة من الألمان و30 من الطلاب المصريين مع معلميهم المرافقين لهم في فندق بالقرب من الأهرامات في القاهرة، وذلك للقيام بالغناء سوياً على مدار أسبوع كامل وللتعلم من بعضهم البعض والدخول في تبادل ثقافي. لقد قرر 30 مغني ألماني ومغنية ألمانية من كورال أطفال فولفراتسهازر بقيادة يوشيهيسا كينوشيتا الذي قام بالعديد من الدورات التدريبة في معهد جوته بالقاهرة لمعلمي الموسيقى بالقيام بتلك الرحلة إلى مصر قبل أجازات الصيف البافارية، وذلك لنقل خبراتهم ومشاركتها وجمع خبرات جديدة في مصر. وقد سعد المضيفون المصريون كثيراً بضيوفهم ورحبوا بهم.
 
كان برنامج كورال باش بالمخيم الصيفي مكتظاً. بدأ اليوم في الصباح في الساعة التاسعة بالغناء والتمارين الصوتية والتدريب على بعض الأغاني. وفي استراحة الظهيرة بعد الغداء قام الشباب الصغير بتبريد نفسه في حمام السباحة حيث كانت درجات الحرارة عالية جداً في شهر يوليو. في فترة بعد الظهيرة كانت هناك بروفة أخرى، وبعد الساعة السادسة مساء كان لدى الطلاب وقت فراغ يمكنهم فيه تنفيث طاقتهم على الحشائش التابعة لمرافق الفندق، فطاقة الشباب بدت غير متناهية. وعلى الرغم من أن الغناء كان طوال اليوم إلا أنه وجدت دائماً مجموعات استمرت في الغناء بعد إنتهاء البروفات. أما نقطة القمة فقد كانت حقاً فاصل غنائي تلقائي في حمام السباحة.
 
هكذا مرت الأيام ولم يتسرب أي ملل إليها. وللتغلب على حالة المكوث في نفس المكان في الفندق تم القيام ببعض الرحلات. وليس فقط الشباب الألمان هم من شاهدوا بعض  المزارات للمرة الأولى، فقد تمكن أيضاً المشتركون المصريون التعرف على جوانب جديدة من مدينتهم والتي ربما كانوا قد شاهدوها بالمرور عليها بالسيارة فقط. وهكذا تمت زيارة الأهرامات والمتحف المصري وجامع السلطان حسن وذلك للحصول بقدر الإمكان على بعض المعرفة البسيطة ربما عن تاريخ مصر  ولكنها عميقة، وأيضاً لأخذ الكثير من الصور للذكرى كالصور الملتقطة ذاتياً (سيلفي).
 
قام المشاركون بإستعراض ما تم إنجازه في المعسكر الصيفي أثناء الحفل الختامي © ©Goethe-Institut Kairo, Foto: Gregor Miklik قام المشاركون بإستعراض ما تم إنجازه في المعسكر الصيفي أثناء الحفل الختامي ©Goethe-Institut Kairo, Foto: Gregor Miklik
في اليوم قبل الأخير للمخيم قدم المغنين نتائج أعمالهم. كان الحفل مختلفاً عن أي حفل قام به الكورال المصري في أي وقت. تم غناء المقطوعة الأولى على سلم معهد جوته، كما بدأوا هناك بغناء المقطوعة الثانية ثم تحرك المغنين حتى دخلوا قاعة العرض حيث أقيم باقي الحفل.  اشتمل البرنامج على مجموعة مختارة من الأغاني الألمانية والمصرية بالإضافة إلى أغاني يابانية وانجليزية وأغاني من هاواي. وقامت باستكمال صوت البيانو آلات مثل العود التقليدي وطبلة الجيمبي التي عزف عليها الطلاب مع مصاحبة تقليد أصوات الآلات الايقاعية والنغمات الموسيقية عن طريق الفم لأحد الطلاب (البيت بوكس). أما الأغنية من هاواي وهي من نوع أكابيلا، والتي عزفت في النهاية والتف فيها المغنين حول الجمهور، فقد أدهشت المتفرجين. الحفل كان ناجحاً جداً وترك لدى الطلاب نفحة من الفخر بأدائهم.
 
في اليوم الأخير عملت المجموعة مرة أخيرة على نشر الموسيقى بين الناس. بعد التسوق في خان الخليلي تجمعوا بشكل تلقائي لكنه منظم من قبل المعلمين وقاموا بعرض مفاجئ في السوق. شد انتباه الجمهور بوجه خاص أصوات طبلة الجيمبي ولم يمس كل مقطع غنائي المغنين والمغنيات فقط وإنما أيضا المتفرجين الذين قاموا بتصوير هذا المشهد بهواتفهم الذكية. رجع المغنين يملأهم الحماس عبر الشوارع القديمة الضيقة إلى الأتوبيسات التي أعادتهم إلى الفندق، إلا أنهم أيضاً استمروا في نشر السعادة عبر غنائهم.
 
في المساء قاموا جميعاً بوداع وشكر بعضهم البعض. سال الكثير من الدموع فقد نشأت صداقات جديدة. ولكن تلك الصداقات ستستمر عبر الوسائل الاجتماعية. إجمالاً كان المخيم تجربة غنية سواء على المستوى الموسيقي أو البين ثقافي والاجتماعي. كذلك استطاع المعلمون الاستفادة من ذلك الوقت المكثف لعمل الكورال، وهكذا ينقل المعلمون والطلاب على سواء خبرتهم إلى كورالهم مرة أخرى.

Pasch مصر