الرقص فى الأماكن العامة
حين امتزج الفن بالحياة وتحدى الإعاقة

Performance
الصورة: © حسن عماد

   قوة، إرادة، تحدى، حب، تنوع، صداقة.. مشاعر إنسانية متدفقة عبر عنها راقصون وراقصات من دول مختلفة لكن تجمعهم ثقافة حب الحياة، قدموا عروضهم ضمن برنامج الرقص فى الأماكن العامة بمهرجان D-CAF 18، والذى استضافت فعالياته معهد جوتة الألمانى بوسط القاهرة، فى حضور جماهيرى كثيف حرص على مشاهدة العروض.

"عربات التسوق" تتحرك للأمام يجرها راقصو العرض الأول الذى يحمل نفس الاسم، بنشاط ومرونة يتحرك المشاركون فى العرض تلهبهم الموسيقى الحماسية، ليست رقصة تقليدية على الإطلاق فيمكنك أن ترى فيها كل ما ترغب من رقص الشوارع، والباليه، باستخدام ٥ عربات تسوق المستخدمة فى السوبرماكت، تلتقى عربتان وتقعان فى الحب، وعربة أخرى تكافح من أجل إيجاد صديق، وتقدم باقى العربات رقصة ثورية أناركية، إنه تعبير بالرقص عن عالمنا الحديث، حين أضحى البشر "عربات تسوق" واستهلاك وجزء من منظومة رأسمالية لا ترحم، لكنهم رغم ذلك مازالوا يبحثون عن الحب فى صورته الجديدة.

D-Caf Perfor 1 الصورة: © حسن عماد الرقصة التى استغرق عرضها مده ٢٠ دقيقة ، من إخراج وتصميم شون باركر، وألحان الموسيقى لنك ويلز، شارك بها الراقصون الاستراليون، هيلى شيلفرز، وتيموثى كلارك، وجورجيا جودفرى، وجايمى مورجانز، وجاكوب سمارت.
 
"لقد وصلنا لنقطة هامة فى عمر المهرجان، فمرور ٧ سنوات من D-CAF يجعله أول مهرجان مستقل عالمى ومتعدد المجالات فى مصر يستمر لسبع نسخ سنوية متتالية، يبعث رقم سبعة السحرى والسماوى إحساسا بالإنجاز والتجدد الإيجابى. يبعث سعادة وفخر وإحساس عميق بالعرفان" هذا ما عبر عنه أحمد العطار مدير المهرجان، آملا أن يستمتع الجمهور بالعروض التى تستمر من ٨ – ٢٩ مارس الجارى.
 
"عربات التسوق" كانت بداية جيدة ألهبت حماس الجماهير، ولكن العروض الأخرى كانت بدورها مبدعة وملهمة، تحدى الإعاقة، وحب الحياة، والصداقة عنوان الرقصتين التاليتين.

"إهداء إلى" هى الرقصة التالية التى استمرت على مدار ١٥ دقيقة ، هو عرض مهدى إلى النساء والحب والحياة والصداقة، ويعكس قوة المرأة وقدرتها على الدعم وأن تكون صديقة حقيقية، تتناغم تلك الرقصة مع عام كان كفاح المرأة فيه رائعا حول العالم لكسر حاجز الصمت عن استغلال النساء وخوفهن فى أماكن العمل، عن قدرتهن يوما بعد آخر على كسر القيود المفروضة عليهن من المجتمع، بطلتا العرض هما ويلى اوبراين، وفيكتوريا فوكس إحداهما بقدم واحدة، بعثتا معا رسالة للجمهور وللعالم كله، أن النساء يمكنهن أن يفعلن الكثير إذا ما تكاتفن، وأن يغزلن سويا رقصة الحياة فى مواجهة ما اعتبر لزمن طويل مسلمات مفروغ منها.

  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf الصورة: © حسن عماد
فكرة وتصميم رقصات "إهداء إلى" والإخراج لكارولين بوديتش، ومن تصميم لورا هوك، وموسيقى زاك سكوت.
 
التركيز على الفنون ومتحدى الإعاقة كان عنوانا بارزا لعروض المهرجان، فبعد "إهداء إلى" جاء العرض التالى "مربع البداية" والذى شاركت فيه ثلاث راقصات مصريات، بينهن منه الله عزمى وهى فتاة من متحدى الإعاقة تجلس على كرسى متحرك، ومعها كل من الراقصتين ماريهان سامى ونيرمين حبيب، واستمر العرض مدة ٢٠ دقيقة ، وكانت الرقصات من تصميم تارا براندل، وساعدها فى تصميم الرقص هند سامى.
 
للوهلة الأولى لم تكن لتتخيل كيف لهذه الفتاة الجالسة على الكرسى المتحرك أن ترقص، ولكنها توصل رسالتها السلسة إليك والمستلهمة من أفكار كل من الفنان ريتشارد تاتل التى يقول فيها إن "مربع البداية هو الوصول للنقطة التى تجد فيها أن الحياة والفن شئ واحد"، وأيضا الشاعر مارى أوليفر حول الذات الحيوانية الرقيقة، ويكشف هذا العرض خبراتنا اليومية مع الرقص والحركة، فيمكن لها بزراعيها فقط أن تفعل الكثير.
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
  • Perfor. D-Caf 3 الصورة: © حسن عماد
الأرجل تتحرك، والأذرع تجوب الفضاء، تنظر الفتيات لأعلى يحركن أجسادهن بمرونة وتتشابك الأقدام وتبتعد، هذا هو المربع الأول حيث يمتزج الفن بالحياة فى كيان واحد يحلق بعيدا بروحه لا احد يكسره أو يتغلب عليه، ولا حتى الكرسى المتحرك الذى فشل فى تكبيل فتاة امتزجت روحها بالفن.
 
بعد رقصتين متدفقتى المشاعر، جاء الموعد مع الاختلاف، الديكور يتغير وتتسع المساحة ويظهر شاب جالسا فوق مبنى من طابق واحد، الجميع ينتظر بشغف ماذا سيحدث، وعلى أنغام موسيقى متحفزة يظهر شاب آخر من الأسفل يصعد درجات السلم القليلة من الطابق تحت الأرضى يؤدى حركات راقصة، ومن ناحية أخرى تظهر فتاة أخرى بشكل مختلف وجنسية مختلفة، ويتوالى ظهور الراقصين الثمانية، أشكالهم وثقافاتهم مختلفة وهو تعبير واضح عن الرقصة التى حملت عنوان "مشكلين" أو "shapers".
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
  • D-Caf Perfor 4 الصورة: © حسن عماد
تعلو الموسيقى المتحفزة، كل راقص يؤدى حركات مختلفة فى مساحة خاصة به، وفجأة ينزل الشاب الجالس فوق المبنى هابطا من خلال شجرة لصيقة بالحائط، ويخرج من بين الزرع الكثيف أسفل الشجرة ليحمل حجرا بين يديه ويرقص به، المساحات تتداخل تختلف وتتوافق.
 
الكل يرقص يشتبكون تارة ويتقاربون تارة أخرى، ليطرح العرض الذى استمر مدة ٤٥ دقيقة ، الأسئلة حول الاختلافات الثقافية والاجتماعية بين المدن والثقافات، فى رقصة جمعت بين جنسيات مختلفة من شمال وجنوب البحر المتوسط، وهم شادى عبد الرحمن، وأحمد شامل من مصر، ومراد كولة، وأيوب كركال من المغرب، ولوسيا بوكانيجرا، وإلفيرا بالبوا من إسبانيا، وإيما ريبا سانتورى من أندورا، وأورورى ألو من فرنسا، ومن تصميم أنا لى بتارد، وأنطوان بيجو، ولكن رغم الاختلاف لابد أن يحدث الاتفاق لأننا جميعا نفس الإنسان.