مشروعات المرأة والجندر
الدراما والمسرح لتحسين الوعي الجندري
من مدرسة إلى أخرى وعبر محافظات مصر المختلفة، كان شادي عبد الله وسندس شبايك يتنقلا على مدار عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٧ لعقد ورشتهم التدريبية القائمة على استخدام الدراما والمسرح في تناول الأدوار الاجتماعية والنوع الاجتماعي، يطرحا التساؤلات على الطلاب ويناقشونهم ويحاولا أن يوسعا رؤيتهم عن الآخر.
وبينما كانت أعداد الطلاب والمدارس التي ترغب في استضافة التدريب تزداد، كانت الضغوط على المدربين تزداد أيضاً، فعدد الورش المقرر إقامتها كان أكبر من قدرتهم على تنفيذها وحدهم، لدرجة أنهم وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان مضطرين إلى إقامة ورشتان تدريبيتان في اليوم ذاته.
" كان الحل هو نقل تجربة الورشة إلى عدد أكبر من المدربين حتى يكونوا قادرين على استيعاب العدد المتزايد من الطلاب والورش التدريبية" يقول شادي.
تناقل خبرات
"تناقل الخبرات في العمل على قضايا الأدوار الاجتماعية أمر مُلح لأنه يسمح للعاملين في هذا المجال بتطوير أنفسهم والبناء على ما أنجزه الآخرين فلا يبقى كلا منهم في جزر منعزلة" تقول سندس، وهي كاتبة ومخرجة مسرحية والمديرة الفنية لمشروع بصي، مشيرة إلى أن هذا هو السبب لاهتمامهم بهذه الورشة في رأيها، حيث جعلتهم ينقلوا ما اكتسبوه خلال تجربتهم التدريبية على مدار عامين إلى مدربين جدد يستطيعوا هم أيضاً أن يطوروا من الورشة ومحتواها.طوق للنجاة
يتفق معها شادي، وهو مخرج مسرحي والمدير التنفيذي لشركة جرينتش للتعليم التفاعلي الخاص بالبيئة، موضحاً أن أي طفل/مراهق/شاب يكون داخلهم الكثير من الأسئلة التي قد يخشى الحديث عنها أو حتى التفكير فيها لمجرد ألا يشعر بأنه مختلف عن الآخرين، فإذا ساعده ميسري الورشة على إدراك أن اختياره يعتمد على ما يتناسب معه وليس ما يفرضه عليه الآخرون، فذلك سيكون بمثابة "طوق للنجاة" كما يصفه شادي، يضيف "في ذلك الوقت سيدرك أن هناك احتمالات أخرى، فعلى سبيل المثال ليس هو الوحيد الذي يريد البكاء، ولا هي الوحيدة التي تريد أن تعمل رائدة فضاء بعدما تكبر، بل الأهم من ذلك أنه سيتقبل اختلاف الآخرين معه”.وأعتبر شادي أن استخدام الدراما يجعل الورشة تفاعلية حيث تعتمد في تصميمها على النموذج المفتوح أي أن ميسر الورشة لا يحدد هو القضايا التي يريد العمل عليها وإنما المتدربين انفسهم مما يجعلها ممتعة بالنسبة لهم.
تصميم المشاركين لورشهم
وقد قامت سندس وشادي في أول ثلاث أيام من الورشة بتدريب المشاركين على كيفية تصميم ورشهم الخاصة بالاعتماد على استخدام تقنيات الدراما والمسرح من جانب، وكيفية التعامل مع شخصيات الأطفال/المراهقين/الشباب المختلفة من جانب آخر.كان المشاركون يعبروا خلال جلسات الورشة عن القضايا من وجهة نظر الفئات التي من المحتمل أن يقوموا بتدريبهم، فكانت تقوم كل مجموعة منهم بتأدية مشاهد تمثيلية عن مواقف تحدث في الواقع أمام الأطفال/المراهقين/الشباب وكيف تؤثر على نظرتهم للآخرين، وكيف عليهم أن يتدخلوا كميسرين للورش التدريبية لاحقاً حتى يساعدوا المتدربين على تخطي هذه الصور النمطية، فأثاروا على سبيل المثال تقبل الأسر لتأخر الذكور عن مواعيدهم خارج المنزل مقابل العنف ضد الإناث، أو النظرة السلبية للمرأة المطلقة أو التي تأخرت عن الزواج مقابل عدم الاعتداد بذلك بالنسبة للرجال.
وفي اليوم الأخير، قام المشاركين بعقد ما يشبه بالبروفة عن الورش التدريبية التي سينظمونها بأنفسهم، والتي من المقرر أن يتابعهم فيها سندس وشادي خلال الشهرين المقبلين.