منع العنف من خلال حصة التربية الرياضية




في عام ۲۰۱٨ تم تصميم وتطوير محتوي ورشة العمل بما يتلائم مع احتياجات النظام المدرسي المصري من قبل الشركاء القائمين علي الورشة. ولقد شارك هذا العام بالورشة عدد ۲۱ من معلمي التربية الرياضية من إحدى عشر محافظة بالإضافة إلى ممثلي من وزارة التربية والتعليم المصرية بهدف العمل علي الحد من العنف في المجتمع المصري. وقد أديرت الورشة من قبل المحاضرين د/ بترا جوارديرا - أستاذة الرياضة المدرسية والتطوير المدرسي، و د/ مونيكا توماس - أستاذة التربية الرياضية والرياضات المدرسية.

تضمنت ورشة العمل جذء نظري به عدد من التأملات بالإضافة إلي جذء اخر عملي أحتوي علي عدة تمارين عملية. وفي هذا السياق تناول المشاركون العديد من المضوعات منها تعريف العنف بأشكاله المختلفة والذي يمثل تحديًا رئيسيًا بالمدارس. سواء كان ذلك بين الطلبة بعضهم البعض أو بين المعلمين والطلبة أو في صورة تخريب. تبادل معلمي التربية الرياضية وجهات النظر حول أكثر ظواهر العنف أنتشارا و التي يمكن أن تحدث بشكل لفظي أو جسدي أو جنسي.

ولقد بات واضحا أن حصة التربية الرياضية تلعب دورا هاما في الحد من العنف. أكدت د/ مونيكا توماس: "لا تهدف حصة التربية الرياضية فقط إلى تعزيز الحركة فحسب، بل إنها تدعم أيضًا التطور الشخصي، حيث يتعلم الطلاب القيم الإيجابية التي تؤثر على سلوكهم خارج حصة التربية الرياضية، ومنها علي سبيل المثال العمل الجماعي والاحترام المتبادل. أظهرت التدريبات العملية التي أجراها المحاضرون مع المشاركين كيفية استخدام الألعاب البسيطة في حصة التربية الرياضية لنقل القيم الهامة. من خلال استخدام العصا السحرية، أدرك المشاركون أهمية القيادة والعمل الجماعي في توصيل القيم التي يستفيد منها الأطفال والشباب علي حد سواء.


 

كما أوضح المحاضرون كيف يمكن لحصة التربية الرياضية أن تستهدف الاحتياجات النفسية للطلاب مثل الشعور بالانتماء وتعمل علي تنمية المهارات والشعور بالاستقلالية. وفي هذا السياق، عُرض على المشاركين مقطع فيديو  كنموذج لحصة تربية رياضية في ألمانيا، يشرح تصميم حصة التربية الرياضية والأساسيات النظرية للتخطيط لها. كان من المثير للاهتمام بشكل خاص للمشاركين أن يروا الطلاب في حصة التربية الرياضية وهم يعملون على تدريبات تكتيكية تحريرية، وكيفية إرشادهم إلي لائحة العقوبات التي قاموا بإنشائها في حال انتهاك أحدهم للقواعد.
مما ترتب عليه تبادل المجموعة الكثير من الاراء حول العقوبات المحتملة. وأكد المحاضرون أن العقوبة لا تفيد في إحراج الطالب أمام الفصل بأكمله. "فلا يجوز بالقول إنك سيئ، ولكن من الافضل قول: سلوكك لم يكن علي ما يرام". وأوضحت د/ بيترا جوارديرا أن العقوبات تتعلق فقط بالسلوك ويجب أن تتاح الفرصة للطالب للخروج من هذا الموقف. من المهم أيضًا أن يظل المعلم هادءا ولا يظهر أي غضب، حيث ينظر إليه الطلاب على أنه مثل أعلي يحتذى به. حيث يجب على المعلمين التواصل على قدم المساواة مع الشباب الذين يظهرون سلوكا عنيفا في محاولة منهم لتحديد الأسباب الكامنة وراء سلوكهم هذا. كما يمكن تحديد عوامل أخرى عدا العنف مثل ضغط الأقران أو العنف المنزلي.



ولقد كانت مشاركة الحاضرين بالورشة فعالة وإجابية حيث ابدوا استعدادهم لمناقشة الأمور بشكل كبير. من خلال مدخلاتهم الثرية وتبادلهم المكثف للخبرات أعرب المشاركون عن سعادتهم بمدي الاستفادة من المعرفة النظرية والتمارين العملية مما سيدعمهم كثيرا في حياتهم المهنية.
ولقد أعربت المشاركة أسماء السيد من الإسماعيلية عن رغبتها في استخدام الأساليب التي تم إكتسابها حديثا من خلال الورشة الرياضة "وذلك لتعزيز القيم الإيجابية لدى الطلاب مثل التعبير عن الرأي والقيادة والتكتيكات". وأيدت نرمين العدوي من شمال سيناء أنها قد تعلمت "أكثر الاساليب فعالية للحد من العنف من خلال حصة التربية الرياضية".

تم تدريب المشاركين في ورشة العمل ليصبحوا مدربين بحيث يقوموا بنقل المعرفة المكتسبة ليس إلي طلابهم فحسب، بل يقوموا بنقلها أيضًا إلى زملائهم في ورش عمل مماثلة. أفاد المشارك إسلام أنور من الإسكندرية أنه "يجري التخطيط لورش عمل لحصة التربية الرياضية في مدارس مختلفة بالإسكندرية". بالإضافة إلى ذلك اقترح أحمد من الإسماعيلية تنظيم ورش عمل للمعلمين بالإضافة إلى ورش عمل للطلاب بهدف "تثقيفهم ضد التنمر". وقدمت مي المصري من دمياط اقتراحات أخرى للعمل المستدام  وذلك "لتعزيز البحث العلمي حول العنف في المؤسسات التعليمية وإيجاد حلول علمية ".