شباب من أجل التفاهم
عام في ألمانيا
قضاء عام في الخارج؟ تعلم لغة أجنبية؟ التوغل في حياة يومية جديدة تمامًا؟ إنها تجربة وخبرة للحياة بأكملها. وهذا أمر مؤكد. من خلال منظمة التبادل الشبابي YFU تتاح الفرصة للشباب من أكثر من ٥٠ دولة كي يتعلموا اللغة الألمانية ويتعرفوا على الثقافة الألمانية بشكل شخصي تمامًا. حيث يقضي الشباب عامًا كاملاً في ألمانيا ويلتحقون بالمدرسة هناك ويعيشون وسط أسرة ألمانية مضيفة تقدم لهم لمحة شخصية للغاية عن الحياة اليومية في أسرة ألمانية.
منظمة YFU هي شبكة من منظمات التبادل الشبابي في جميع أنحاء العالم تنظم منذ أكثر من ٥٠ عامًا رحلات لإقامة التلاميذ والتلميذات بالخارج. وحتى يومنا هذا شارك حوالي ٥٠٠ ألف شاب ببرنامج التبادل مع منظمة YFU ألمانيا وحدها. وتتعاون مبادرة PASCH باش ("مدارس: شركاء المستقبل") بمصر منذ عام ٢٠٠٣ مع منظمة شباب من أجل التفاهم YFU بألمانيا وتنظم إجراءات الاختيار في مصر. تتراوح أعمار المتقدمين من المدارس الشريكة بين سن ١٤ و ١٧ عامًا – وفي هذا الشأن تقول إنجي فودة التي حصلت على هذه المنحة سابقًا وتدعم مبادرة باش مصر متطوعة: "نحن نبحث عن مرشحين منفتحين ومرنين ولديهم قابلية للتعلم. إذ أنه ليس كل شخص يصلح للمشاركة في هذا البرنامج." فهي تعرف شخصيًا عم تتحدث: "كان سني ١٥ عامًا حينما تقدمت للمشاركة في برنامج تبادل في الولايات المتحدة الأمريكية. الأمر الذي أثر في بشكل بالغ وغيرني تمامًا، حتى أنني أكاد لا أتخيل كيف كنت سأبدو ومن كنت سأكون اليوم إذا لم أشارك في هذا البرنامج."
منظورات جديدة على العالم وعلى الذات
من خلال الحياة في ثقافة أخرى لا يوسع الشباب أفقهم الخاص فحسب، بل هم يكتسبون خبرات بين ثقافية مهمة مما يخلق لهم منظور جديد تمامًا على أنفسهم وعلى العالم. هذا ما أكدته لمياء وميرنا من الأسكندرية. فقد حصلت الفتاتان عام ٢٠١٣ على منحة وقبلتا تحدي قضاء عام كامل في بيئة جدية تمامًا وبعيدًا عن ذويهما وعن ديارهما. ونجحتا في ذلك. وهما لم ينجحا فقط في تحسين معارفهما باللغة الألمانية بشكل واضح فحسب، بل تمكنا من استكشاف عادات وتقاليد أخرى وعقد صداقات دولية. أي أن الأمر يتعلق بتبادل بين البلاد والثقافات وبين الأفراد – والمكسب ليس فقط شخصي، بل هو مكسب كبير لعالم اليوم الكوني.
إنطباعات نتاج عام التبادل © ميرنا داود ولمياء عبد الله
مناظراتأسس مهمة للمسار الوظيفي
من شأن الانطباعات الجديدة والكثيرة أن تترك بصمتها عليك وتحفزك. هكذا أكدت ميرنا ومعها لمياء. إذ تريد ميرنا التي تبلغ من العمر ١٧ عامًا أن تدرس الهندسة. لذا فهي تريد إما أن تبدأ الدراسة في مصر ثم تستكملها في ألمانيا أو تقضي فترة زمالة الدراسة لمدة عام في ألمانيا. أما لمياء ذات ١٨ عامًا فهي ترغب في دراسة الطب في ألمانيا وتسعى من أجل الحصول على منحة. ترغب الفتاتان في العودة إلى مصر بعد حصولهما على الشهادة وإتمام الدراسة الجامعية.