لقاء بين ثقافي لشباب مبادرة PASCH (المدارس: شركاء المستقبل) في منطقة حوض البحر المتوسط الثقافية
لم يكن الوداع سهلًا، فالعديد من تلاميذ وتلميذات مدارس مبادرة PASCH القادمين من خمسة بلدان مختلفة في حوض البحر المتوسط كانوا قد استغلوا هذه الفرصة وعقدوا علاقات صديقة حميمية. في بداية اللقاء كان الحاضرون يشعرون بالغربة عن بعضهم البعض ويخجلون من التواصل مع مجموعات التلاميذ من البلدان الأخري. وأعضاء الفصل الواحد كان يبدو عليهم الطمأنينة والتماسك، على المستويين اللغوي والثقافي. لذا فقد كان باديًا في خلال الأيام الخمسة، وهي فترة دوام هذا المشروع، الإنجاز التي تم تحقيقه للخروج من عنق هذا التماسك الحصين وهدم الآراء المسبقة والنظر إلى حوض البحر المتوسط باعتباره نطاقًا ثقافيًا مشتركًا.
وكان التلاميذ والتلميذات قبيل بدء المشروع قد قاموا تحت رعاية معاهد جوته المحلية، كل في بلده، بالانشغال بتيارات الهجرة التاريخية. وتحقيقًا لذلك فقد بحث كل منهم في محيطه المحلي عن آثار التأثر بشعوب البحر المتوسط الأولى وقاموا بتوثيق ما توصلوا إليه من نتائج في فيلم فيديو (التعلم المتكامل للغة والمضمون CLIL والتاريخ). كل هذه المعارف المجمعة والكثير من الأسئلة حزمها التلاميذ في حقائبهم من فصولهم الدراسية في القاهرة وباليرمو وألبوفيرا وشيكلانا دي لا فرونتيرا الأندلسية وسافروا بها في رحلتهم الطويلة. وبفضل دعم برنامج Erasmus + فقد تمكن الشباب القادمين من حوض البحر المتوسط من التعرف إلى بعضهم البعض شخصيًا في هامبورج ومن عرض أفلام الفيديو الوثائقية التي أعدوها أمام كل مجموعة. وبفضل الأطباق والقطع الموسيقية التي أحضرها كل وفد من بلده فقد تم سريعًا خلق أجواء مفعمة بالحيوية لتبادل الخبرات، تلك الأجواء التي تمخض عنها عرض تيارات الهجرة، محل بحث التلاميذ، وتأثيراتها على خريطة البحر المتوسط مشتركة التصميم.
وقد تم إثراء اللقاء من خلال التعاون مع لجنة الشباب الألماني للتفاهم المشترك، جمعية مسجلة، ممثلة في عشرة شباب ألمان يتمتعون بخبرة تبادل بين ثقافي شكّلوا جزءًا أساسيًا اندمج في برنامج المشروع وتعاونوا ندا بند مع رفقائهم الشباب القادمين من مختلف دول البحر المتوسط. وفي نهاية فترة إقامتهم الثرية والغنية بالتنوع عكس الشباب مدى التزامهم تجاه المجتمع المدني ودور كل منهم في حوض البحر المتوسط اليوم. وفي هذا السياق فقد قاموا بإعداد وإقرار وثيقة ختامية عبّروا فيها عن رغباتهم وتوصياتهم بخصوص تدعيم أواصر هوية حوض البحر المتوسط المشتركة.
خمسة أيام فقط كانت كفيلة بإذابة الحواجز، فهذه الفترة شهدت الكثير من الأحداث بين الثقافات الخمس الممثلة في اللقاء. كانت هناك على مدار الأسبوع بدايات تحفظات ومخاوف سادت الأجواء، إلا أن برنامج العمل المكثف والمحادثات الممتعة والتبادل العميق للخبرات كان لها بالغ الأثر في إقامة جسور التواصل. وبالإضافة إلى ذلك فقد تم من خلال ورش عمل الرقص والألعاب التصويرية تجاوز الفروقات القائمة بين المشاركين وعقد صداقات فيما بينهم. والآن أصبحت حقائب السفر التي كانت في بداية المشروع مثقلة بالأسئلة والمخاوف، أخف بكثير من ذي قبل. فقط الوداع، كان صعباً.
البرنامج (من ١ إلى ٥ يوليو ٢٠١٨)
- زيارة متحف المهاجرين في مدينة بالين مع رالي الموضوعات
- زيارة مدرستي جمنازيوم في هامبورج وإجراء محادثات مع تلاميذ من الجنسين على خلفية الهجرة أو بدونها
- إجراء محادثات مع ممثلين لجمعية هانزياتك Hanseatic Help، جمعية مسجلة
- زيارة معهد جوته في هامبورج
- رالي المدينة في منطقة الميناء
- تدريب تفاعل ثقافي "أكواب ملونة" (http://cgrow.eu/)
- حضور ندوة ومناقشة مع السيد حمدان فؤاد (محاضر في تخصص مشاركة المواطنين، مكتب التنسيق المركزي لشئون المهاجرين)
- زيارة مأوي اللاجئين
- معالجة تربوية مسرحية لموضوع الهجرة من خلال مشروع سكان القوارب Boat People (www.boatpeopleprojekt.de)
- ورشة عمل "الشباب في حراك": مشاركة الشباب في منطقة حوض البحر المتوسطإعداد الوثيقة الختامية حول موضوع "الشباب وعمل الشباب في حوض البحر المتوسط"