"اليوبيل الذهبي" لمعرض القاهرة للكتاب .. بداية جديدة
أربع صالات مغطاة تضم مئات الأجنحة متعددة المساحات، وجناح مخصص للأطفال، وقاعة للسينما، والعديد من الفاعليات والأنشطة الثقافية، ومساحات خضراء، ومنطقة كبيرة للمطاعم، ومئات الآلاف من الزوار.
من إسلام أنور
بهذه الصورة ظهر معرض القاهرة الدولي للكتاب في مقره الجديد بضاحية التجمع الخامس شرق العاصمة المصرية القاهرة، خلال دورته الخمسين "اليوبيل الذهبي" التي عقدت في الفترة من من 23 يناير حتى 4 فبراير 2019.
خطوة الانتقال لمقر جديد التي تأخرت لسنوات طويلة بسبب تخوفات القراء ودور النشر والكتاب من بُعد المقر الجديد عن قلب العاصمة، دفعت إدارة المعرض لتوفير مجموعة من الأتوبيسات المجانية لنقل القراء إلى المقر الجديد، كما تم تنظيم العديد من الرحلات لطلاب المدارس والجامعات.
بداية جديدة
الدورة الخمسين من معرض القاهرة للكتاب، لم تشهد فقط الانتقال لمقر جديد، لكن شهدت أيضًا تغيرات عديدة من أبرزها وجود أربعة صالات رئيسية، كل قاعة تبلغ مساحتها 10000 متر، وتم تخصيص مكان محدد في كل صالة لحفلات التوقيع، كذلك تقرر أن تكون الأجنحة ذات لافتات موحدة الشكل والخط وغير مسموح بعمل دعاية أو لافتات خارج الأجنحة.ورغم هذه التغيرات الإيجابية، إلا أن هناك بعض الملاحظات عانى رواد المعرض منها مثل: الإجراءات الأمنية المشددة والتفتيش أكثر من مرة أثناء الدخول، وغياب مكتبات "سور الأزبكية" وهى مكتبات صغيرة تبيع كتب مستعملة، وكانت تحظى بإقبال كبير من الجمهور، كذلك ارتفاع ثمن تذكرة دخول المعرض.
إصدارات متنوعة
في تقييمها لمقر المعرض الجديد، تشير الناشرة كرم يوسف مديرة دار "الكتب خان" إلى أن هذه الدورة كانت جيدة للغاية، فالانتقال إلى المقر الجديد خطوة هامة، وكانت هناك تخوفات من عدم إقبال القارئ، لكن منذ الساعات الأولى بدأت جماعات القراء في القدوم.وتضيف:"نوعية الجمهور اختلفت عن المقر القديم، فمعظم الجمهور الجديد لديهم اهتمام أكثر بالكتاب، ولم يأتوا من أجل التنزه فقط، والمبيعات كانت جيدة لكن التكاليف تضاعفت، وهناك بعض الملاحظات نرجو أن يتم تداركها في الدورة القادمة ومنها الاستعلامات، والدعاية، ومساعدة الجمهور على التعرف على أماكن دور النشر والأنشطة والفعاليات".
ازدهار الترجمة
شهدت دورة معرض القاهرة للكتاب هذا العام أيضًا ازدهارًا للكتب المترجمة، عبر العديد من الترجمات في الأدب والسير الذاتية والعلوم الاجتماعية، عن هذا الحضور البارز للترجمة يشير محمد البعلي مدير دار صفصافة إلى أن هناك قاعدة جماهيرية كبيرة تتطلع للتعرف على الآخر وثقافته، ويضيف:" منح الترجمة المدعومة من المراكز الثقافية كان لها دور بارز أيضًا في هذا الرواج، وقد أصدرنا هذا العام تسعة عناوين مترجمة من بينها رواية "الابن المحظوظ ووالده" للكاتب الألماني كريستوف هاين، بترجمة يسرا علي، وهي رواية فائزة بالعديد من الجوائز الألمانية".وحول تقييمه لتجربة الانتقال لمقر جديد يقول البعلي:"معرض القاهرة الدولي للكتاب في مقره الجديد حظي بتنظيم وإدارة جيدة تتعلق بوجود قواعد ومواعيد محددة لكافة دور النشر لتحضير أجنحتها، ووجود أرفف موحدة لعرض الكتب بمساحات كبيرة، لكن هناك بعض الملاحظات تتعلق بغياب خرائط توزيع الأجنحة، فضلا عن التفتيش الأمني بصورة مبالغ فيها".
ويكمل: "حجم المبيعات جيد، لكنه أقل من السنوات السابقة، فعدد الجمهور تجاوز 2 مليون زائر على مدار أيام المعرض وهو عدد كبير لم نتوقعه، لكنه يظل أقل من أعداد الجمهور في الدورات السابقة التي كانت تصل إلى 4 مليون زائر، ونتمنى أن يكون هناك دعاية أكبر، ووسائل مواصلات من مختلف الميادين، لتشجيع مزيد من الجمهور على الذهاب إلى المعرض في الدورات القادمة".