مختبرات الميديا – من أجل مستقبل إعلامي شفاف ومتنوع في السودان
حرية التعبير مقيدة بشدة في السودان. يتعين على العاملين في مجال الإعلام والصحفيين أن يتوقعوا دائمًا رقابة شديدة. خلال الثورة، فقد الكثير من الناس الثقة في الحكومة، وبالتالي في التقارير الرسمية أيضًا. وهذا يوضح الدور المهم الذي يلعبه الصحفيون المواطنون، الذين فتحوا آفاقًا جديدة خارج وسائل التواصل الاجتماعي. إنهم يقدمون تقارير على المنصات الرقمية، وبالتالي يساهمون في توسيع المساحة الإعلامية. يبدأ هنا مشروع "المستوى التالي – مختبرات الميديا "NEXT LEVEL – Media Labs، من خلال تعزيز مشاركة المواطنين من أجل خلق مشهد إعلامي شفاف ومتنوع.
© معهد جوته القاهرة
"جاء تأسيس موقع "سكة" SIKKA في وقت دموي ومظلم. كانت الشوارع مليئة بالمتظاهرين الغاضبين والشهداء. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، بدأ فريق سكة بالتوثيق. وقاموا بجمع التقارير والمقالات من الأرشيفات الوطنية، وتحليلها، وإنشاء نصوص جديدة، وفي ظل أقسى الظروف، أحضروا كاميراتهم معهم لتسجيل مقابلات فيديو أو بودكاست مباشرة في قلب مناطق التظاهر. وبذلك قاموا بتوثيق ما كان يمكن نسيانه في ظل تلك الأحداث القاتمة: الإبداع الثقافي والفكري والفني للثورة. أصبح هذا المشروع أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، لأنه يحافظ على لحظات وقصص تعكس الجمال والحب والطيبة التي جلبها الشعب السوداني حتى في أوقات الدمار الذي كان يتهدده. إنه مشروع مهم للذاكرة الجماعية للشعب السوداني."
-مأمون التلب، مرشد
في عام 2023، كان تركيز الفريق على إنشاء محتوى جديد عبر الإنترنت لتأسيس المنصة كوثيقة حية معاصرة. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم حملات ليوم واحد في المدارس للتعريف بالمنصة مكنت التلاميذ من مناقشة الفرص والتحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت.
وفي عام 2024، كان التركيز على استقلالية فريق التحرير. ومن أجل إعدادهم لتشغيل المنصة بشكل مستقل دون دعم من معهد جوته، أكملوا التدريب على كيفية التقدم بطلب للحصول على تمويل من أطراف أخرى، وكيفية إنشاء خطة عمل.
© Goethe-Institut
تُظهر "مختبرات الوسائط" أهمية تعزيز أصوات المجتمع المدني في ظل بيئة إعلامية مقيدة للغاية. إن تعزيز صحافة المواطن، وإنشاء منصة مستقلة، لا يؤدي فقط إلى توسيع نطاق الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات، بل يساهم أيضًا في زيادة الشفافية والتحوّل الاجتماعي في السودان.
- مأمون التلب، 42 عاماً، مرشد
مأمون كاتب مستقل ومحرر ثقافي ولغوي. عمل منذ عام 2005 محرراً ثقافياً لعدد من الصحف والمجلات، ويعمل في مختلف المؤسسات والمبادرات السودانية في مجال التنظيم والإدارة الثقافية.
"طوال حياتي المهنية وعملي في الكتابة، كنت أدعو دائمًا إلى التغيير الثقافي من خلال قوة الثقافة والتفكير الحر. وفي سكة رأيت الفرصة لنقل معرفتي وخبراتي إلى فريق من الشباب الملتزمين الذين يؤمنون بهذا التغيير."
حسن عادل (26 عاماً)، مقدم برامج ومتخصص في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية
حسن أصله من السودان ويعيش حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة. يعمل في مجال التسويق وتطوير الأعمال، مع التركيز بشكل خاص على التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية.
"تعتبر المشاريع مثل سكة ذات أهمية حاسمة، لأنها بمثابة أساس للحركات الثورية والتعبيرية. إنها توحد الفن والثورة وتحمي حق الفنانين والناشطين في التعبير عن رؤيتهم بشكل مستقل عن المشهد السياسي."